يُحيي العراقيون، اليوم السبت، الذكرى الثلاثين لمذبحة ملجأ العامرية في العاصمة بغداد، التي نفذتها طائرات أميركية قصفت ملجأً يحتمي فيه مئات المدنيين إبان حرب الخليج الأولى عام 1991، ما أدى إلى مقتل 409 مدنيين، بينهم أكثر من 300 طفل وامرأة.
ورغم تكرار المآسي والفواجع الدامية على العراقيين خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن المجزرة ما زالت تحفل باهتمام واسع بين العراقيين، ويحيونها كل عام من مختلف طوائف العراق والقوميات، وحفلت منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي في البلاد بقصص وصور لاستذكار الضحايا والتنديد بما أسموه اختطاف العدالة، معتبرين أن الجرائم لا تسقط بالتقادم.
وأحيا العراقيون المناسبة بالتوجه إلى ملجأ العامرية، حيث يُقام نصب تذكاري هناك، وتجمّع ذوو الضحايا للصلاة والدعاء للضحايا واستذكار وجوههم عبر صور حملها بعض من ذويهم.
وتصدّر وسم ملجأ العامرية منصات التواصل في العراق منذ ليلة أمس الجمعة.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومات العراقية المتعاقبة منذ ما بعد سنة 2003، لم تطالب أو تتحرك رسمياً من أجل فتح ملف مذبحة ملجأ العامرية، وما زال الجناة بلا عقاب أو محاسبة".
وأكد الموسوي أن "جرائم الحرب مثل ما حصل في ملجأ العامرية، لا تسقط من خلال مرور السنين عليها، خصوصاً أن كل شيء بهذه الجريمة موثَّق والجهات المتورطة معروفة لدى المجتمع الدولي، ولهذا يجب إحياء هذا الملف، لكونه يتعلق بأرواح العراقيين، خصوصاً أن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال والنساء".
وأضاف أن "مجلس النواب، سيكون له موقف من خلال لجانه النيابية المختصة، للضغط على الحكومة العراقية للتحرك نحو إعادة فتح ملف مجزرة ملجأ العامرية، خصوصاً أن سكوت الحكومات على هذه المذبحة وترك الجناة بلا عقاب ومحاسبة، هو سبب استمرار الولايات المتحدة الأميركية، بارتكاب الجرائم بحق العراقيين، حتى ما بعد سنة 2003".
من جانبه، اعتبر النائب عن تحالف "سائرون"، رعد المكصوصي، مذبحة ملجأ العامرية، أنها "واحدة من سجل جرائم كبيرة نفذتها ترسانة الحرب الأميركية بحق العراقيين".
وأضاف المكصوصي أن "وضع العراق الدولي الآن، يختلف عن السابق، ولهذا يجب استثمار ذلك والمطالبة بمعاقبة الجناة المتورطين بجريمة ملجأ العامرية، وكذلك طلب التعويضات للعراق وأسر شهداء هذه المذبحة".
وبيّن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العراقيين لا يمكن أن ينسوا هذه المذبحة بحق النساء والأطفال، كذلك إن جرائم حرب دولية كهذه ستبقى شاهد إدانة لمرتكبيها".
وفي الساعة الرابعة من فجر يوم 13 فبراير/ شباط 1991، قصفت مقاتلات أميركية الملجأ المخصص لاستقبال سكان العاصمة بغداد خلال الأزمات، واستهدف الملجأ بواسطة صاروخين، اخترق الأول السقف المحصن، ونفذ الثاني إلى داخله، ما أدى إلى مقتل 409 أشخاص، من بينهم 261 امرأة و52 طفلاً، كذلك لقي 26 مواطناً عربياً حتفهم، أغلبهم مصريون وفلسطينيون.
وحاولت الإدارة الأميركية تبرير الجريمة بأن الملجأ مقر عسكري، لكن انتشار صور المأساة في وسائل الإعلام، اضطر البنتاغون إلى الاعتراف بأنه قصف من طريق الخطأ، وأوردت صحيفة "صنداي تايمز" بعد القصف بأربعة أيام تصريحاً لمصدر في البنتاغون، وصفته بالرفيع، اعترف فيه بارتكاب خطأ، مرجعاً ذلك إلى معلومات صنفته ملجأً عسكرياً.