أبلغت مصادر دبلوماسية "العربي الجديد"، اليوم الخميس، أن وزارة الخارجية السودانية استدعت رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، احتجاجاً على ملابسات تجميد مساعي الحوار بين السودانيين.
وأوضحت المصادر أن وكيل وزارة الخارجية، السفير دفع الله الحاج علي، استدعى بيرتيس واجتمع به لإبلاغه احتجاج الوزارة على الملابسات المتعلقة بالخطاب الذي بعثت به الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية للمشاركين في الأعمال الإجرائية لجلسات الحوار الوطني عن تعليق الإجراءات، عطفاً على إعلان المكون العسكري عدم مشاركته في تلك الإجراءات.
يأتي ذلك فيما قال بيان من وزارة الخارجية إن الاجتماع مع رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتيس، جرى فيه التباحث في الطرق المثالية لتيسير مهمة البعثة وتنفيذ المهام الموكلة إليها لتحقيق الانتقال الديمقراطي.
وأضاف البيان أنّ وكيل الوزارة تطرق إلى خطاب صدر من بيرتيس موجّه إلى قوى الحراك الوطني مطالباً منه بتحرّي الدقّة في صياغة البيانات التي تصدر عن البعثة، تجنّباً للتأويلات التي قد تضر بمجمل عملية الانتقال الديمقراطي، وتُحدث تشويشاً وبلبلة في الرأي العام.
وشدد البيان كذلك على التزام المهنية والحيادية من جانب البعثة، وفاءً لقيم ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وعلى أهمية الانخراط بفعالية في عملية تنفيذ الخطة المحددة بآجال زمنية معلومة، سعياً للوصول إلى الغايات المرجوة.
وأوضح بيان الوزارة أن رئيس البعثة فولكر أكّد أن جهودهم في تيسير العملية لم تتوقف، وأنه اجتمع أمس واليوم بأكثر من طرف من الفعاليات السياسية المختلفة.
وكانت الآلية الثلاثية قد قررت تجميد الأعمال الإجرائية للحوار بعد قرار المكون العسكري الأخير، لكنها عادت وذكرت أن توقيع كل من مبعوث الاتحاد الأفريقي وممثل الهيئة الحكومية للتنمية، إسماعيل وايس، وضع بالخطأ في الخطابات التي أرسلت إلى الأحزاب المشاركة في الحوار.
يعد استدعاء فولكر بيرتيس إلى وزارة الخارجية هو الثاني من نوعه خلال 10 أيام
واستدعاء فولكر بيرتيس إلى وزارة الخارجية هو الثاني من نوعه خلال 10 أيام. ففي 29 يونيو/حزيران الماضي، احتجت الوزارة على تصريحات بيرتيس، التي هدد فيها بعدم التسامح مع أي عنف مفرط وقتل للمتظاهرين السلميين، وهي التصريحات التي أصدرها بيرتيس قبل يوم واحد من مليونية 30 يونيو ضد الانقلاب العسكري، التي قتل فيها بعد ذلك 9 أشخاص وأُصيب العشرات.
ومنذ فترة، تساند تيارات سياسية موالية للانقلاب العسكري مقترحاً بطرد رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس، المتهم لديها بالتدخل في الشأن الداخلي والانحياز لقوى إعلان الحرية والتغيير، فضلاً عن انشغاله بأمور خارج تفويض البعثة الأممية.
ميدانياً، تتواصل الاعتصامات الشعبية في عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، للضغط على العسكر للتنحي عن السلطة، فيما قرر المعتصمون بشارع الأربعين بمدينة أم درمان رفع اعتصامهم للسماح للمواطنين بقضاء احتياجاتهم في العيد.
في سياق آخر، قررت محكمة استئناف في الخرطوم إلغاء حكم بالسجن 9 سنوات أصدرته محكمة عسكرية على رئيس هيئة الأركان السابق الفريق أول هاشم عبد المطلب، بعد إدانته بمحاولة قلب نظام الحكم في يوليو/تموز 2019 في أثناء فترة حكم المجلس العسكري الانتقالي.
وقررت محكمة الاستئناف الاكتفاء بمدة السجن التي قضاها الفريق عبد المطلب، مع تثبيت قرار طرده من الخدمة.