الحوثيون يحاولون التقدم جنوب مأرب.. وترحيب أميركي أوروبي بـ"هدنة رمضان" في اليمن

22 مارس 2022
يسعى الحوثيون لتحقيق مكاسب ميدانية قبيل سريان هدنة مفترضة في رمضان (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

استأنفت جماعة الحوثيين، اليوم الثلاثاء، هجماتها على مواقع الجيش اليمني في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط شرقيّ البلاد، في مسعى منها لتحقيق مكاسب ميدانية قبيل سريان هدنة مفترضة خلال شهر رمضان. 

وأعلن الجيش اليمني، في بيان، التصدي لمحاولات هجومية للحوثيين في جبهة الأعيرف جنوبيّ مأرب، التي هدأت المعارك فيها منذ مطلع العام الجاري إثر الهجوم المضاد الذي نفذته "ألوية العمالقة" في مديريات غربيّ شبوة، ومديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب.  

وذكر البيان أنّ قوات الجيش والمقاومة الشعبية شنّت قصفاً مدفعياً بالتزامن على تجمعات للحوثيين على مناطق متفرقة جنوبيّ مأرب، وكبدّت المليشيا خسائر في العتاد والأرواح، دون إيراد رقم محدد.  

وانحسرت الأعمال القتالية في جبهات مأرب بشكل لافت، خلال الأسابيع الماضية، لكن مصدراً عسكرياً في القوات الحكومية، أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الجيش رصدت تحركات واسعة للحوثيين وتحشيداً للمقاتلين إلى الخطوط الأمامية من أجل تنفيذ هجوم واسع.  

وأشار المصدر إلى أنّ قوات الجيش الوطني على استعداد للتعامل مع أي تطورات مستقبلية، سواء بالتصعيد أو الهدنة التي تخطط لها الأمم المتحدة.

وكانت جماعة الحوثيين قد رحّبت، أمس الاثنين، بالهدنة التي تدعو إليها الأمم المتحدة، ووصفتها بـ"الإيجابية"، وذلك على لسان كبير مفاوضيها محمد عبد السلام، فيما حثت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، اليوم الثلاثاء، أطراف الصراع اليمني، على الانخراط في الهدنة وعملية السلام. 

وذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في بيان مقتضب على "تويتر"، الثلاثاء، أن التوصل إلى هدنة بمناسبة شهر رمضان "سيكون موضع ترحيب كبير" للتخفيف من معاناة الناس في اليمن.   

 وقال البيان: "يشجع الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف على الانخراط في جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة للصراع". 

وذكرت البعثة الأوروبية، في بيان منفصل، أن سفراءها لدى اليمن التقوا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الذي أطلعهم على المشاورات الجارية في الأردن، وأكدوا "دعم جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة".  

بدورها، دعت الولايات المتحدة في وقت لاحق، الثلاثاء، إلى تحقيق هدنة في اليمن، قبيل حلول شهر رمضان، مطلع الشهر المقبل.

وجاء ذلك في تصريح مقتضب للمبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، نشرته وزارة خارجية الولايات المتحدة، عبر تغريدة على "تويتر".

وقال ليندركينغ إن "هناك حاجة إلى هدنة باليمن الآن أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: "نأمل من جميع الأطراف إقرار هدنة قبل شهر رمضان، من أجل اليمنيين".

وتابع: "ترحب الولايات المتحدة بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لدفع السلام في اليمن"، دون تفاصيل أخرى.

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أو التحالف المساند لها إزاء الهدنة الإنسانية خلال رمضان، لكن العمليات الجوية لمقاتلات التحالف شهدت انحساراً لافتاً خلال الأيام الماضية، رغم الهجمات الحوثية في العمق السعودي.  

وأحصت جماعة الحوثيين آخر غارات جوية على مأرب، يوم السبت الماضي، وكشفت عن أنّ الطيران الحربي شنّ، الثلاثاء، غارة واحدة استهدفت بدواً رحّلاً في منطقة ملاحا بمحافظة الجوف، وهو ما أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة رجل ونفوق عدد كبير من المواشي، وفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة. 

في السياق، دعا رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معين عبد الملك، المجتمع الدولي إلى "اتخاذ الإجراءات الرادعة في مواجهة الإرهاب الحوثي ورعاته في إيران كوسيلة ضرورية تحفظ أمن المنطقة والعالم"، وذلك رداً على ما وصفها بـ"الاعتداءات السافرة" للجماعة على المنشآت السعودية.  

وقال عبد الملك في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إنّ الهجمات الحوثية الأخيرة "ترسم الصورة الكاملة لهذه الجماعة المارقة، كتنظيم إرهابي بقدر ما يستهدف اليمن وجيرانه والمنطقة، يستهدف أيضاً مصالح العالم في لحظة حساسة وخطيرة". 

ورحّب عبد الملك بدعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربي للمشاورات اليمنية، كذلك حثّ القوى السياسية والاجتماعية على المشاركة المسؤولة في هذه المشاورات، و"توحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وقطع يد الإرهاب والفوضى وحماية أمن واستقرار اليمن والمنطقة". 

المساهمون