الحكومة المغربية: استقبال سعيّد لزعيم "البوليساريو" عمل خطير وغير مبرر

01 سبتمبر 2022
خلال لقاء سعيّد بإبراهيم غالي في تونس 26 أغسطس (الأناضول)
+ الخط -

وصف الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بياتاس، استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة "البوليساريوإبراهيم غالي، بأنه "عمل خطير وغير مبرر"، في أحدث تعليق للرباط على الأزمة التي تدخل أسبوعها الثاني، في ظل غموض يلف مصيرها بعد إقدام البلدين على استدعاء سفيريهما.

وقال الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم الخميس، إن الخطوة التي أقدمت عليها تونس، أدانته جميع مكونات المجتمع المغربي، وخاصة أنه يسيء إلى مشاعر الشعب المغربي.

وبحسب الوزير، فإن الشعب التونسي عبّر كذلك من خلال مختلف قواه الحية عن "رفضه الواضح لهذا السلوك، خاصة أنه لا يعكس تطلعات الشعبين في تعزيز وشائج الأخوة القوية الموجودة منذ سنوات".

وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية في الرباط

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه أربع منظمات مغربية (المجلس الوطني السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء جهة الدار البيضاء سطات، والمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، وفيدرالية ودادية العمال والتجار المغاربة بفرنسا، وجمعيات المجتمع المدني) لتنظيم وقفة احتجاجية، مساء اليوم، أمام السفارة التونسية بالرباط لـ"التنديد بما كل ما يمسّ الوحدة الترابية للمملكة، وإيصال رسالة إلى الرئيس التونسي بوقف سياسته العدائية ضد وحدة المملكة وسيادة أراضيها، التي يمكن أن تؤدي الى نتائج وخيمة لا تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين واستقرار أمن وسلامة المنطقة".

ولا يعرف لغاية الآن إن كانت السلطات المغربية ستسمح بتنظيم الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها المنظمون للرد "على استفزاز المغاربة"، وفق بيان أصدرته المنظمات.

وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت الجمعة الماضية استدعاء سفيرها في العاصمة التونسية جراء "عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا"، التي كان آخرها استقبال الرئيس التونسي زعيم جبهة "البوليساريو".

وقالت الخارجية المغربية، في بيان: "بعد عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا، فإن تصرف تونس في إطار (تيكاد) يؤكد هذا النهج بوضوح".

ولفتت إلى أن "تونس عملت على معاكسة رأي اليابان، بخرق مسار التحضير للمنتدى والقواعد الموضوعة لذلك، وقررت بشكل أحادي دعوة الكيان الانفصالي"، معتبرة أن "الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين فعل خطير غير مسبوق، ويؤذي كثيراً مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".

بالمقابل، قالت الخارجية التونسية، في بيان لها، إنها حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء، التزاماً بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير، إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاً سلمياً يرتضيه الجميع.

ووصفت التصريحات المغربية بأنها "تحامل غير مسبوق"، قبل أن تخلص إلى استدعاء سفيرها؛ لتدفع بذلك الأزمة إلى حافة القطيعة الدبلوماسية، ولا سيما بالنظر إلى البيان المغربي الذي اعتبر استقبال زعيم "بوليساريو" في تونس "موقفاً معادياً لعلاقات الأخوّة التي جمعت دائماً البلدين".

والسبت الماضي، انتقد المغرب البيان الصادر عن الخارجية التونسية، معتبراً إياه "محاولة منها لتبرير التصرف العدائي وغير الودي للسلطات التونسية تجاه القضية الوطنية الأولى والمصالح العليا للمغرب، وينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات"، وأنه "لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه".

المساهمون