اعتداءات المستوطنين على "واد الطيران" تتواصل.. الهدف تهجير الأهالي

02 مارس 2024
تعرضت تجمعات البدو في الضفة لأكثر من 1200 اعتداء من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين (Getty)
+ الخط -

منع المستوطنون رعاة الأغنام من رعيها في أراضيهم وطردوهم

بات واد الطيران معرضاً لخطر التهجير أكثر مما كان عليه في السابق

تشمل اعتداءات المستوطنين إطلاق النار والترهيب في ساعات الليل

هاجمت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم السبت، تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في منطقة "واد الطيران" جنوب الظاهرية، جنوبي الضفة الغربية، ومنعت رعاة الأغنام من رعيها في أراضيهم وطردتهم، ليشكل ذلك الاعتداء سلسلة من اعتداءات متواصلة بحق الأهالي بهدف تهجيرهم.

ولاحق المستوطنون الرعاة بالدراجات الهوائية تحت تهديد السلاح، في محاولة مستمرة لدفع التجمّعات البدوية إلى ترك أراضيها الواقعة في المناطق المصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو

وبحسب المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين حسن مليحات، خلال حديث مع "العربي الجديد"، فإن المستوطنين، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الاول الماضي، كثّفوا هجماتهم اليومية كل صباح تجاه سكان تجمع "واد الطيران"، وشرعوا بإقامة بؤرة استيطانية رعوية بجانبهم في المنطقة المحاذية لجدار الفصل العنصري، الذي يقطع الأوصال بين بلدة الظاهرية ومنطقة بئر السبع.

وتابع مليحات: "يسعى الاحتلال عبر مستوطنيه المسلحين للاستيلاء على الأراضي في واد الطيران، البالغة مساحتها 600 دونم، وعدد سكّانها قرابة 200 مواطن يرفضون تركها أو الخروج منها، رغم محاولات الاحتلال مساومتهم سابقًا على شرائها من أصحابها البدو، بغرض توسعة المستوطنة الرعوية التي يخطط الاحتلال لجعلها مستوطنة محلية أو بلدية بعد أن أقام فيها كرفانات (بيوت متنقلة) وهياكل حافلات قديمة".

وإضافة إلى ذلك، وفق مليحات، "يصادر الاحتلال الأغنام من الرعاة، ثم يجبرهم على دفع غرامات مالية مقابل تسليمهم إياها، بالإضافة إلى منعهم من إقامة كرفانات سكنية لهم، ومنعهم من إدخال مركباتهم إلى الوادي، ويصادر معدّاتهم الزراعية ويهدم غرفًا زراعية أخرى، في سياق ممنهج لتأسيس مرحلة تهجير سكّان واد الطيران كما جرى في قرية زنوتا القريبة من التجمع".

وتضم بلدة الظاهرية، جنوب الخليل، 6 تجمّعات بدوية جميعها معرضة لخطر التهجير عبر نشر الاستيطان الرعوي، وفق مليحات، الذي أوضح أن "هذا النوع من الاستيطان يستخدمه الاحتلال مع التجمعات البدوية، لاعتباره أقل تكلفة، وأسرع في تحقيق نتائج التهجير، ولا يشكّل حرجًا للاحتلال أمام المؤسسات الدولية، ويعتبر أسهل الطرق لتأسيس مستوطنة جديدة في أي مكان".

وعلاوة على انتشار المستوطنات الرعوية، تحيط واد الطيران مستوطنات بلدية أخرى، مثل: "ميتار، وتيما وشمعة"، بالإضافة لجدار الفصل العنصري، ما يجعله منطقة معرضة لخطر التهجير أكثر مما كان عليه في السابق.

ويوضّح مليحات أن السكّان "باتوا يخشون ترك منازلهم وخيامهم في المكان والذهاب لقضاء أي حاجة بعيدًا عن التجمع في واد الطيران خشية الاستيلاء عليها، حيث إن المستوطنين بحماية الجيش موجودون بشكل مستمر بجانب التجمع، وعلى استعداد للاستيلاء عليه وتهجير سكّانه حال ترك الخيام والمنازل فارغة، ما دفع السكّان للتناوب على البقاء داخل التجمع خشية هجمات المستوطنين". 

ويخشى أهالي التجمع، وفق مليحات، أن يضطروا لتركه نتيجة زيادة اعتداءات المستوطنين بشكل يومي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ إنهم يلاحقونهم في مصدر رزقهم الأساسي الذي يعتمد على الزراعة ورعي الأغنام، وسط انعدام مقومات الصمود والدعم. 

وبحسب منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، فإن التجمعات البدوية في مختلف مناطق الضفة الغربية تعرّضت لأكثر من 1200 اعتداءٍ من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وتوزّعت بين "إخلاء وتهجير مناطق، وهدم مساكن وبيوت، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار ومزروعات، واعتداءات جسدية وإطلاق نار وترهيب في ساعات الليل، ومنع الرعاة من دخول مراعيهم وزراعة أراضيهم".