استمرار الفلتان الأمني في السويداء السورية رغم تدابير أمنية جديدة

26 فبراير 2023
وقفة في وسط السويداء حداداً على ضحايا الزلزال وتجديداً للمطالب الشعبية (فيسبوك)
+ الخط -

بدأت الجهات الأمنية في السويداء جنوبيّ سورية بتدعيم مراكزها وحواجزها على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المدينة، وهي خطوة تتكرر بعد كل حراك شعبي أو تظاهر أو اعتصام أو الشعور بغليان شعبي قريب.

وربط الناشط الإعلامي حمزة المعروفي الخطوات الجديدة التي قامت بها أجهزة النظام السوري، منذ 6 فبراير/ شباط الحالي، بانشغال المجتمع المحلي بأخبار الزلزال المدمر، حيث توجهت 5 دبابات وتمركزت على الحاجز الواصل بين بلدة قنوات، التي يقطنها شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري، ومدينة السويداء.

وأضاف المعروفي لـ"العربي الجديد" أن ليل السبت الماضي شهد تمركزاً لحاجز جديد عند دوار العنقود في مدخل المدينة الشمالي، وخلال ساعات قليلة ثُبّت مقر وعدد من الآليات وبدأت أعمال التفتيش.

وقال أحد المواطنين لـ"العربي الجديد"، إن الحاجز ليس بالجديد، لكنه كان شكلياً، ولم يكن في السابق بهذا العدد وهذه الآليات والأسلحة مع غرفة مقر. ومن الواضح أنه حاجز لدوريات مشتركة لعدة جهات أمنية، مهتم بالأسماء المطلوبة بقضايا جنائية فقط.

وفي نظر عموم أهالي محافظة السويداء، هذه الحواجز وُجدت لحماية مصالح السلطة، لا مصلحة المواطنين.

الناشط المدني هاني عزام قال لـ"العربي الجديد" إن هذه الحواجز لم تعمل منذ نشأتها إلا على ملاحقة المعارضين السياسيين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وجميع أبناء المحافظة يدركون مساهمتها في أعمال الخطف والتهريب وتغاضيها عن العصابات المعروفة في المحافظة، بل وتحالفها العلني معها، كما في حال عصابة راجي فلحوط التي اعتقلت قائد الشرطة اللواء معن أسعد، ورئيس فرع الأمن الجنائي، لمدة ساعة كاملة دون أن يحاسبها أحد.

ويصيف "عزام": لم تسجل هذه الحواجز حتى تاريخ اليوم أي قبض أو اعتقال لأي مهرب مخدرات أو عصابة خطف وسرقة وسطو، ولم توقف سيارة مهربة أو مسروقة.

وقد ترافق تعزيز هذه الحواجز مع وصول قائد شرطة جديد للمحافظة وبدء عمله باجتماع مع ضباط شرطة المحافظة، تسرب عنه نيته تقوية عمل رجال الشرطة وضبط الأعمال المخلة بالأمن في المحافظة.

ولا يبدو أن وصول قائد الشرطة الجديد العميد تميم دنده سيغير الأمور في السويداء. ويقول المحامي سليمان العلي لـ"العربي الجديد"، إن السويداء افتقرت خلال السنوات الماضية إلى دور فاعل لرجال الشرطة والضابطة العدلية، وجميعنا يعلم أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والقوات الرديفة لها أخذت دور الشرطة وقزمته خلال الأعوام الماضية، وأي دور جديد سيتوقف على الصلاحيات المعطاة للضابط الجديد من القيادة.

وأضاف: "لا أعتقد أن إمكانات الشرطة تدخل في ملفات كبيرة مثل أعمال تهريب المخدرات إلى الجنوب والأردن وتهريب السيارات وحتى ملاحقة الفارّين والمتخلفين عن الخدمة، وفي أحسن حالاتها ستلاحق بعض المخالفات الصغيرة والمخالفين الصغار، وتبتز المواطنين".

وكان موقع "السويداء 24" المحلي، قد ذكر أن وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري قد كلّفت العميد تميم دنده قيادة الشرطة في محافظة السويداء، خلفاً للواء معن أسعد، بعد أكثر من أربع سنوات على تولي الأخير قيادة شرطة السويداء، وإحالته على التقاعد.

وأضاف الموقع أن العميد تميم دنده، ينحدر من محافظة طرطوس، وكان يشغل منصب معاون مدير إدارة الأمن الجنائي في دمشق، منذ عام 2021.

فلتان أمني

أمنياً، شهدت المحافظة عدة حوادث تمثلت بانتحار شاب في بلدة عريقة بالريف الغربي للمحافظة، حيث أنهى حياته بطلق ناري في منزله، فيما وجدت جثة الضحية حسين جخيدم من عشائر بلدة المزرعة، بعد ثلاثة أيام من اختفائه، حيث ذكر موقع "الراصد" المحلي أن الجثة التي عُثر عليها ظهر السبت بالقرب من قرية سليم، تعود للمواطن حسين جخيدم من أبناء بلدة المزرعة في الريف الغربي لمحافظة السويداء. وذكر مصدر طبي لـ"العربي الجديد" أن الضحية قضى تحت التعذيب.

كذلك لقيت النازحة من محافظة السويداء إلى درعا هحلة الحمادة حتفها، وأصيبت طفلتها بجروح، برصاص مسلحين اقتحموا الخيمة التي تؤويهم وخطفوا زوجها علي فليحان البصيلي، صباح أمس السبت، بين بلدتي صيدا وكحيل شرقي محافظة درعا، بالقرب من ثكنة عسكرية لجيش النظام السوري.

واتهمت مصادر إعلامية في محافظة درعا، عناصر جيش النظام السوري باقتحام الخيمة. لكن مصادر أخرى اتهمت تنظيم "داعش" بالعملية عبر خلاياه النائمة.

ويستمر الفلتان الأمني في السويداء بالتصاعد، على الرغم من كل المحاولات التي تدعيها السلطات المحلية عن تحسن الوضع الأمني، من خلال المهرجانات والاحتفالات التي تقام أسبوعياً، والحديث عن النصر، فيما تستمر عمليات السطو المسلح وسرقة السيارات.

المساهمون