إيران تدفن إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وتؤكد استمرار سياسة الجوار

23 مايو 2024
حشد يشارك في جنازة رئيسي والوفد المرافق له وسط طهران، 22 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في طهران، تم تشييع ضحايا الطائرة المنكوبة بما فيهم الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته، مع تأكيد على الحزن العميق والتقدير لمسيرتهما.
- استمرار سياسة الجوار التي تبناها رئيسي، مؤكدة على تحسين العلاقات مع دول الجوار وخاصة العربية، حيث لاقت دعمًا من المرشد الأعلى وتعتبر استراتيجية حتمية لإيران.
- الحضور العربي اللافت في التشييع يعكس تأثير سياسة الجوار الإيجابي على العلاقات الإيرانية مع دول الخليج والعالم العربي، مع التأكيد على استمرار السياسة الخارجية بنفس القوة.

بعد تشييع ضحايا الطائرة الإيرانية المنكوبة رسمياً في طهران، أمس الأربعاء، بمشاركة شعبية وأجنبية، انتقل جثمان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى مدينة مشهد، وجثمان وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان إلى جنوب العاصمة طهران ليواريا الثرى في العتبات الدينية.

ووصل جثمان رئيسي، اليوم الخميس، إلى مدينة مشهد قادماً من بيرجند مركز محافظة خراسان الجنوبية، شمال شرقيّ إيران، حيث كان نائباً عنها في مجلس خبراء القيادة، قبل أن ينقل إلى مسقط رأسه مدينة مشهد الدينية مركز محافظة خراسان الرضوية، ليُوارى فيها اليوم في السدانة الرضوية للإمام الثامن لدى الشيعة موسى الرضا. وكان رئيسي لسنوات عدة رئيس هذه السدانة بتعيين من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وكان في استقباله حشود كبيرة في مشهد، وصفتها وسائل إعلام إيرانية بـ"المليونية"، وذلك لتشييع الجثمان هناك قبل دفنه في السدانة الرضوية.

وشارك عدد كبير من أهالي مدينة بيرجند في استقبال جنازة إبراهيم رئيسي، كذلك كان بانتظاره جماهير كبيرة في مسقط رأسه، أي مدينة مشهد، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. ونظمت الخارجية الإيرانية جنازة للوزير الراحل حسين أمير عبد اللهيان، صباح اليوم الخميس، أمام مقرّها لتشييع جثمانه نحو سدانة عبد العظيم الحسني الدينية جنوبيّ العاصمة، شارك فيها مسؤولون كبار ووزراء خارجية إيران السابقون، فضلاً عن مشاركة الآلاف من المواطنين.

استمرار سياسة الجوار التي تبنّاها إبراهيم رئيسي

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الإيرانية المؤقت، علي باقري، خلال لقائه وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، أن بلاده ستواصل سياسة الجوار مع الجيران بعد رحيل رئيسي. وأضاف باقري أنّ هذه السياسة تحظى بموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكداً أنّ "إزالة التوتر في العلاقات مع الجيران سياسة حتمية واستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما هي استراتيجية فاعلة للتعاون الإقليمي".

وخاطب باقري، وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، بالقول إن "التضامن والتعاضد في المواقف الصعبة يشكلان رصيداً قيماً للتعاون لأجل استغلال مشترك من الفرص والتصدي المنسق للتهديديات والتحديات التي تهدد السلم والاستقرار والأمن الإقليمي".

وكان إبراهيم رئيسي بعد توليه الرئاسة الإيرانية عام 2021 قد تبنّى سياسة الجوار لتحسين علاقات بلاده المتوترة مع البيئة المحيطة بها، وخصوصاً مع البيئة العربية، حيث استعادت طهران علاقاتها بالسعودية ودول عربية أخرى، فضلاً عن تطويرها مع الإمارات وقطر وسط مساعٍ مستمرة لإحياء هذه العلاقات مع مصر.

وينظر مراقبون إيرانيون إلى الحضور العربي اللافت، وبخاصة الخليجي، أمس الأربعاء، في تشييع جثمان رئيسي وأمير عبد اللهيان انعكاساً لسياسة الجوار التي اتبعها رئيسي. وكان في مقدمة الحضور الخليجي، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وممثل خاص للعاهل السعودي ووزير خارجيته الأمير فيصل بن فرحان، ووزراء خارجية الكويت والإمارات وعُمان.

ولفتت انتباه وسائل إعلام إيرانية مشاركة وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير خارجية مصر، سامح شكري، في ظل استمرار انقطاع علاقات البلدين الدبلوماسية مع إيران.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تصريحات، على هامش تشييع جثمان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان نحو مثواه الأخير، أن حركة السياسة الخارجية والعلاقات الدولية الإيرانية "ستستمر بسرعة كبيرة". وفيما اعتبر أن وفاة أمير عبد اللهيان تمثل ثُلمة في الدبلوماسية الإيرانية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن إيران دولة مؤسسات و"لن يحدث أي خلل" في سياستها الخارجية بعد رحيل أمير عبد اللهيان. ورأى أن مستوى مشاركة مختلف الدول في تشييع رئيس الجمهورية ووزير خارجيته "دليل على مكانة إيران في النظام الدولي".