إجراءات مشددة بالمنطقة الخضراء مع احتشاد أتباع الخاسرين بالانتخابات

إجراءات أمنية مشددة في المنطقة الخضراء وسط بغداد مع احتشاد أتباع القوى الخاسرة في الانتخابات العراقية

19 أكتوبر 2021
أغلقت جميع بوابات المنطقة الخضراء (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة وسط بغداد، اليوم الثلاثاء، إجراءات أمنية مشددة، بالتزامن مع وصول متظاهرين تابعين للقوى والفصائل المسلحة المقربة من إيران، والتي خسرت الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من الشهر الحالي.

وقالت مصادر أمنية مطلعة لـ "العربي الجديد"، إن قوة خاصة، وقوات مكافحة الشعب، أغلقت جميع بوابات المنطقة الخضراء، ومنعت الدخول إليها لغير الأشخاص الذين يحملون تراخيص خاصة للدخول، موضحة أن الإغلاق سيستمر حتى استتباب الأمن في محيط المنطقة التي تضم مقر مفوضية الانتخابات، ومقار حكومية، والسفارة الأميركية وبعثات أجنبية أخرى، وعدداً من مقار المنظمات الدولية.

ولفتت المصادر إلى أن هذه الإجراءات جاءت متزامنة مع وصول أنصار ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي للقوى الشيعية" الذي يضم قوى ومليشيات خاسرة في الانتخابات، للاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء للاعتراض على نتائج الانتخابات، مشيرة إلى وجود خشية من حدوث صدامات في حال حاول معتصمون اقتحام المنطقة الخضراء. وبينت أن قوات حماية المنطقة الخضراء دخلت في حال الاستنفار حتى إشعار آخر، مؤكدة استدعاء الضباط وعناصر الأمن الذين كانوا يتمتعون بإجازات.

إلى ذلك، قالت وسائل إعلام محلية إن السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء فعّلت منظومة الدفاع الصاروخي الموجودة فيها، مع إطلاق صفارات الإنذار، بالتزامن مع التوتر في محيط المنطقة الخضراء.

ولوحت قيادة العمليات العراقية المشتركة باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة تجاه أي تهديد للسلم المجتمعي. وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، إن القوات العراقية لن تسمح لأي جهة بتهديد السلم المجتمعي، مطالباً خلال تصريح صحافي الجميع بالتعاون من أجل فرض الأمن.

وأشار إلى أن السلطات لا تعترض على التظاهر السلمي للتعبير عن رفض نتائج الانتخابات، مبيناً أن القوات العراقية جاهزة لتوفير الأمن، سواء كان خلال الانتخابات أو التظاهرات أو غير ذلك. وتابع أن "القوات الأمنية لن تسمح بأي تهديد أو إرباك للوضع الأمني من أي جهة كانت، والقوات الأمنية جاهزة للرد على أي محاولة لتهديد أو إرباك الوضع الأمني".

وتواصل قوى وفصائل مسلحة مقربة من طهران ضغوطها على مفوضية الانتخابات لإرغامها على تغيير النتائج، بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها هذه الأطراف في الانتخابات.

وقال عضو حركة "حقوق" (الجناح السياسي لمليشيا عصائب أهل الحق)، حسين الكرعاوي، اليوم الثلاثاء، إن إصرار مفوضية الانتخابات على المضي بنتائج الانتخابات الحالية قد يعرض البلاد إلى انتهاكات خطرة، مبيناً في حديث لوسائل إعلام مقربة من "الحشد الشعبي" أن تجاهل المفوضية للطعون التي قدمت إليها سيؤدي إلى انعدام الثقة بالعملية الانتخابية التي شابها كثير من الأخطاء والتزوير، على حدّ قوله.

ودعا الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أمس الاثنين، أنصاره إلى التظاهر والاعتصام ضد نتائج الانتخابات، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.

وشدد على ضرورة التزام المتظاهرين بعدم المساس بالمصالح العامة والخاصة، مهدداً بالقول "سيكون لنا موقف آخر ضد كل من يريد السوء بالعراق وشعبه ومقدساته".

كما دعت ما تسمّى بـ "الهيئة التنسيقية للمقاومة"، أنصارها إلى الاستمرار في التظاهر ضد نتائج الانتخابات التي أعلنتها المفوضية، رافضة في بيان قطع الطرق خلال التظاهرات. ووصفت الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الحالي بـ "أسوأ عملية انتخابية جرت في العراق، بل في العالم أجمع".

المساهمون