وجهت كييف، اليوم الأحد، انتقادات إلى تكليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصرف إعانات اجتماعية لسكان منطقة دونباس، الواقعة شرقي أوكرانيا والموالية لروسيا، ممن حصلوا على الجنسية الروسية، معتبرة إياه انتهاكاً للسيادة الأوكرانية و"استفزازاً هجيناً".
ورأت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، أن هذه المبادرة تهدف إلى "مواصلة الدمج الإلزامي بحق سكان الأراضي المحتلة ضمن الفضاء السياسي والاقتصادي والإنساني الروسي"، في إشارة إلى حصول أكثر من 700 ألف من سكان دونباس على أوراق الهوية الروسية.
ولفتت الوزارة إلى تزامن التكليف بصرف الإعانات مع تنامي التوتر على الحدود الأوكرانية، معتبرة أن ذلك "لا يساهم في الجهود الدبلوماسية" لخفض توتر الوضع، واصفة الأعمال الروسية بمثابة "استفزاز هجين"، ومطالبة بإلغاء القرار.
وتصنف أوكرانيا بعض المناطق من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، الخارجة عن سيطرة كييف منذ تشكيل "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد في عام 2014، "أراضي محتلة بشكل مؤقت".
وكان بوتين قد وجه، أمس السبت، بالنظر قبل 1 مايو/أيار المقبل في مسألة تحويل الإعانات الاجتماعية للروس المقيمين في "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك"، عبر بوابة "غوس أوسلوغي" الإلكترونية للخدمات الحكومية، مع إعفائهم من تقديم البيانات حول محل الإقامة داخل روسيا.
وفي حوار مع "العربي الجديد"، اعتبر رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" دينيس بوشيلين أن منطقة دونباس توجهت نحو التكامل مع روسيا بعد أن حرمتها كييف الرسمية من حقوقها، واصفا التعاون الاقتصادي مع روسيا بأنه "طوق نجاة" لصناعات الجمهوريتين الموجهتين للتصدير.
وسبق لـ11 نائبا عن الحزب الشيوعي الروسي أن اقترحوا على بوتين الاعتراف بالجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد تفاديا لـ"الإبادة الجماعية" على أراضيهما. وفي معرض تعليقه على هذه المبادرة، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تزيد من التوتر حول أوكرانيا، لأن الوضع في حد ذاته "متوتر وحساس"، داعيا أصحاب المبادرة إلى عدم جني نقاط سياسية بواسطتها.
