أفغان يروون تفاصيل رحلة إجلائهم من كابول: يأس وغموض تجاه المستقبل

22 اغسطس 2021
تستضيف قطر آلافاً ممن جرى إجلاؤهم حتى يتمكنوا من دخول دولة ثالثة (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

تحدث أفغان فروا من بلادهم الأسبوع الماضي، عن يأسهم من ترك أحبائهم، والغموض الذي يكتنف مستقبلهم بعد استيلاء حركة "طالبان" السريع على السلطة في أفغانستان. وأدّى تقدّم "طالبان" إلى إجلاء جماعي للأفغان والأجانب، وسط مخاوف من الانتقام وعودة إلى تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.

وقالت امرأة ترتدي نقاباً لـ"رويترز" في الدوحة بقطر: "كان من الصعب للغاية مغادرة بلدي. أحب بلدي". وأوضحت أنه قبل وصول "طالبان"، لم تكن تتوقع الذهاب إلى أي مكان. وقالت المرأة إنها فرّت مع زوجها طبيب الأسنان وأطفالهما الثلاثة خوفاً من أن يؤدي عملها مع المنظمات الإنسانية الدولية إلى جعلهم هدفاً لـ"طالبان".

ووصفت المشاهد المؤلمة في مطار كابول، مع محاولة آلاف ركوب رحلات الإجلاء. وتذكرت أنه في إحدى المراحل، عندما حاول الحشد الاندفاع إلى المطار، أصيب رجل كان يقف بجوارها برصاصة في ساقه من قبل "عسكريين". ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من الادعاء. وقالت: "كانت صدمة، ولم أكن أعرف ماذا أفعل". وهذه المرأة واحدة من بين مئات ممن أُجلوا ويقيمون مؤقتاً في مجمع سكني في الدوحة زارته "رويترز".

وتستضيف حكومة قطر آلاف الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم حتى يتمكنوا من دخول دولة ثالثة. وقال رجل في المجمع لـ"رويترز"، إنه لا يتوقع أن تفي "طالبان" بوعودها، التي تتضمن احترام حقوق المرأة والعفو عمّن عملوا في الحكومة أو مع الأجانب.

 

وقال الرجل الذي وصل إلى الدوحة الأسبوع الماضي مع زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وشقيقتيه، إن "الجزء المزعج أنه لا يوجد أمل كبير في المستقبل". وأضاف الرجل الذي يعمل محامياً، أنه كان يخشى أن يصبح هدفاً لـ"طالبان" لو بقي في أفغانستان، ويرجع ذلك إلى حدّ ما إلى عمله مع الشركات الدولية. وقال: "كانت ستصبح حياة مختلفة للغاية وصعبة".

وطلب كل الأفغان الذين تحدثت معهم "رويترز" في الدوحة، عدم الكشف عن شخصياتهم بسبب مخاوف على أفراد عائلاتهم الذين ما زالوا في أفغانستان. وقال الرجل: "ليس الأمر سهلاً لأنهم ليسوا في أمان".

وتحدث رجل آخر، وهو طالب حقوق في السنة الثانية، عن عمليات نهب قامت بها "طالبان" في أثناء سيطرتها على كابول. وقال إنه شاهد مسلحين يرهبون الناس وهم في طريقهم إلى المطار.

وقد أُجلِي هذا الرجل إلى قطر مع أخته، ولا يعرف كيف سيتمكن من إكمال دراسته وقد ترك في أفغانستان زوجته. وقال: "تفكيرنا مشغول بالوطن لأن عائلاتنا هناك. زوجتي هناك. والداي هناك، إخوتي. أتمنى فقط إجلاءهم. في حالة عدم حدوث ذلك، وإذا ساءت الأمور، أعتقد أنني سأحسم أمري وأتمنى العودة".

(رويترز)