أصوات ألمانية تطالب بمزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا: تلاشي أمل الدبلوماسية

23 مارس 2022
خبراء عسكريون يطالبون بمزيد من الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تبرز في ألمانيا أصوات تنادي باعتماد استراتيجيات مغايرة بشأن التعامل مع الحرب الروسية في أوكرانيا تقوم على تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة لإجبار روسيا على وقف حربها بطريقة أو بأخرى، خصوصًا بعدما وجد الكثيرون أن المفاوضات ليست سوى الخطة "ب" للكرملين في حال الفشل العسكري.

ولم يتم إحراز تقدمٍ مجدٍ في المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني إلى الآن جراء تمسك كل طرف بنقاطه التفاوضية، وعدم التنازل للآخر لوقف الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أربعة أسابيع، والتي أودت بحياة الآلاف من الأشخاص وخلفت الكثير من الدمار والتهجير لملايين من المواطنين الأوكرانيين. 

وحسب صحيفة "تاغس شبيغل"، فإن "المخاوف في برلين تتزايد مع التطرف الذي يبديه بوتين في حربه ضد أوكرانيا، ولا سيما أنه بات يستهدف على نحو مباشر كل المقرات والمؤسسات الطبية والاجتماعية والمدارس وأماكن حماية المدنيين، وذلك باستخدامه أنواعا فتاكة من الأسلحة، وهذا ما دفع للحديث عن تلاشي الأمل بإمكانية التوصل لوقف إطلاق النار بين الجانبين".

وصار استخدام مصطلحات مثل "التطهير"، في ظل نيران المدفعية الوحشية المدمرة، محل قلق وتوجس لدى الغرب، في إشارة إلى ما يمكن وصفه بسياسة الأرض المحروقة، وهذا ما حل بماريوبول.

وذكر المتحدث باسم الحكومة الألمانية أنه لم تمر ساعات قليلة على تواصل المستشار أولاف شولتز أخيرا مع بوتين لمدة ساعة من الوقت ومطالبته بوقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني وإحراز تقدم في الحل الدبلوماسي للصراع في أسرع وقت ممكن، حتى كثف الروس من قصفهم على أوكرانيا.

تكتم على الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا

هذا الواقع دفع بخبراء عسكريين للمطالبة بمزيد من الدعم وتوفير الأسلحة لكييف لوقف حرب بوتين بطريقة أو بأخرى، إذ يقول الخبير العسكري كارلو ماسالا للصحيفة ذاتها إن المقاربة القائلة إن "ألمانيا يجب أن تشتري المزيد من الأسلحة من الأسواق الدولية صحيحة، والسبب أن العديد من العتاد الذي يحتاجه الجيش الأوكراني للدفاع عن أرضه ضد روسيا غير موجود في مخازن الجيش الألماني، وإذا ما كان متوفرا، فالجيش غير قادر على الاستغناء عنه بسبب النقص الموجود لديه".

ولم تعد الحكومة الألمانية تفصح عن الدعم العسكري أو طرق النقل والتفاصيل الأخرى لأسباب أمنية وبسبب الحذر من الهجمات الروسية على الأماكن التي تجري فيها عمليات التسليم، والتي عادة ما تصل إلى غرب أوكرانيا عبر بولندا.

ويقول ماسالا إن القوات الأوكرانية ما زالت بحاجة إلى الكثير من المعدات العسكرية، وأهمها رادارات الكشف عن المدفعية وصواريخ أرض جو لصد الطائرات الروسية، لافتاً إلى أن تسليم الأسلحة يطيل أمد الصراع ويمكّن الجيش الأوكراني من وقف التقدم الروسي، بل وحتى صده، وبالتالي إنقاذ الأرواح، وأشار إلى أن عدم تزويد أوكرانيا بالسلاح سيقصر أمد المواجهة العسكرية، وسوف يحقق النصر لروسيا.

من جهته، أشار الباحث السياسي ماركوس كايم، في مقابلة مع قناة "أن تي في" الإخبارية، إلى أن القوات الروسية لم تحرز تقدماً حقيقياً إلى الآن، لافتاً إلى أن لجوء الروس إلى استخدام الصاروخ الروسي الجديد "كينشال"، والذي تفوق سرعته سرعة الصوت، وصاروخ" باستيون"، دليل على أن الرئيس بوتين مستعد لمزيد من التصعيد واستخدام أسلحة عالية التقنية. 

ووصف كايم المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بأنها ذات طبيعة تكتيكية، مشيراً إلى أن بوتين مصر على مطالبه ويستغل الوقت لجلب وتجميع قوات جديدة، وأضاف "من منظور روسيا، فإن الوقت بالتأكيد لم يحن بعد لحل تفاوضي، فيما تتزايد التوجسات في أوروبا من تدخل بيلاروسيا في الحرب، وسط مؤشرات إلى أن قواتها تستعد للمشاركة في الحرب لإخضاع أوكرانيا".