قال تقرير لصحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، إن جهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي "الموساد" ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الإسرائيلية، أجروا في الفترة الأخيرة عدة مداولات حول العلاقات مع تركيا، وذلك على ضوء تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن عزمه تحسين العلاقات مع تل أبيب، ودعوته الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى زيارة أنقرة.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد ذكرت، الجمعة، أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل غير متحمسة لتحسين العلاقات مع أنقرة وتطالب بالحذر في تسخين العلاقات معها، خصوصا أنها وصفت أردوغان بأنه "مزاجي ومتقلب"، فيما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، أنه لا يعارض اللقاء بين الرئيس التركي ونظيره الإسرائيلي.
وبحسب تقرير "هآرتس"، فإن إسرائيل تتخبط في تحديد طبيعة العلاقات التي تريدها مع تركيا، وتواجه الجهات المختصة فيها صعوبات في تحديد مسار تحسين العلاقات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قالت إنه مطلع على ما يدور في هذا المضمار، تأكيده أن إسرائيل ترغب في تحسين العلاقات مع تركيا جزئيا فقط في المرحلة الحالية، وتحويل العلاقات بين البلدين من علاقات "مجمدة" إلى علاقات "فاترة"، خشية أن يكون التحرك التركي الذي يقوده أردوغان يهدف فقط إلى "تخليصه بلاده من أزمتها الاقتصادية الخانقة التي تعانيها". وحذر المصدر، الذي لم تكشف هويته، من أنه "في اللحظة التي تنشب فيها أزمة إضافية بين إسرائيل والفلسطينيين فإن الموقف التركي من إسرائيل سيتغير مرة أخرى".
وكررت الصحيفة القول إن "الشك" أو "الريبة" هو ما يحكم المحاولات الإسرائيلية لفهم ومعرفة حقيقة نوايا الرئيس التركي.
وسبق أن أشارت تقارير إسرائيلية أخيرا إلى أن تصريحات أردوغان بشأن نيته تحسين العلاقات مع إسرائيل نابعة من مصالح تركية خاصة وأنه يحاول استعادة الدور التركي في الإقليم.
وشهدت العلاقات التركية - الإسرائيلية، خصوصا منذ عام 2010، تقلبات وتدهورا، خاصة على إثر مهاجمة قوات إسرائيلية لأسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنها.
ونفذت قوات الاحتلال آنذاك عملية إنزال على متن سفينة مافي مرمرة، ما تسبب في مقتل 13 راكبا تركيا كانوا على متنها. وبعد تجاوز تلك الأزمة بين الطرفين في أواخر أيام ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، تعثرت العلاقات مجددا عام 2018، بعد أن قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 61 فلسطينيا على الحدود الشرقية لقطاع غزة خلال مسيرات العودة، حيث ردت تركيا على ذلك بطرد السفير الإسرائيلي من أراضيها وسط عملية تفتيش مهينة له في المطار.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تركيا بخطوات أولية لتحسين العلاقات مع إسرائيل، مع اتصال الرئيس التركي بنظيره الإسرائيلي لتهنئته بانتخابه بالمنصب، ثم اتصال أجراه أردوغان مع بينت، بعد إطلاق تركيا سراح إسرائيلي وزوجته بتدخل من أردوغان، كان قد جرى اعتقالهما بشبهة التجسس العسكري بعد أن قاما بالتقاط صور لقصر ومقر إقامة الرئيس التركي.
والأسبوع الماضي، هاتف وزير الخارجية التركي داوود جاووش أوغلو، نظيره الإسرائيلي يئير لبيد، بعد الإعلان عن إصابة الأخير بفيروس كورونا، وتمنى له الشفاء.
ووفقا للأوساط الإسرائيلية، فإن أردوغان يبدي أخيرا "إشارات إيجابية"، من وجهة نظر إسرائيل، في تعامله مع عناصر حركة "حماس" في تركيا، من خلال تقييد تحركات لنشطاء محسوبين على الحركة في إسطنبول.