مسحراتي مخيم عين الحلوة

مسحراتي مخيم عين الحلوة

25 يونيو 2016
خلال عمله (العربي الجديد)
+ الخط -
يعتبر المسحراتي في رمضان من النماذج التراثيّة التي تحمل العديد من الخصائص وخاصة إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور التي تساعد الصائم في تحمل الصيام طوال النهار وحتى أذان المغرب.
وعادة يتميّز المسحراتي بلباسه التراثي حاملاً الطبلة أو الطبل الذي يقرعه خلال تجوله في الأحياء السكنيّة، حيث إنه يعتبر من التقاليد الرمضانيّة التي كانت تُحاك حولها القصص والروايات.
ومع مرور الزمن قلّ عدد المسحّرين وصارت عملية الدعوة إلى السحور ممزوجة بالتقدم والتكنولوجيا، ويستخدم البعض سيارات تحمل مكبّرات صوت تبث الأناشيد لإيقاظ الناس، لكن في القرى والمخيّمات الفلسطينية ما زال المسحراتي موجوداً وخاصة في الأماكن المكتظة بالسكان، والأحياء الشعبيّة داخل الأزقة في المخيم.

حسن الشعبي (38 سنة) فلسطيني من قرية "شعب" مقيم في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، يقول لـ"العربي الجديد": "منذ 13 سنة وأنا أقوم بإيقاظ الناس وقت السحور في منطقة البركسات داخل مخيم عين الحلوة، ليتسنى لهم تحضير وجبة السحور ثم التوجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، مستخدماً طبلا ومنشداً أناشيد رمضانيّة".

يضيف "أنا المسحراتي الوحيد في هذه المنطقة التي أسكن فيها، وأبدأ من الساعة الثانية إلا ربعا حتى الساعة الثالثة فجراً ولا أتقاضى أي بدل عن هذا العمل، بل هو تطوّع في هذا الشهر الفضيل، لكن سكان الحي يقدمون لي ما تيسر لهم، أحياناً حصصا غذائيّة أو وجبة سحور أو مشروبا رمضانيا... وهذا متروك لهم فأنا أتسحر في الشارع من الأكل الذي يقدمونه لي".
يلفت الشعبي إلى أنه يمر على حوالي 747 بيتاً وهو ينشد أناشيد السحور كي يوقظ الناس، وأحيانا يستيقظ عدد من الأطفال ويخرجون ليشاهدوا المسحراتي، وهناك بعض السكان "يطلبون مني أن أقرع باب بيتهم لأنهم لا يسمعون صوت المسحراتي".

وقال: "سكان المنطقة التي أسكن فيها كلهم يعرفونني ويحبونني، وخاصة عندما أنشد لهم كي يستيقظوا، وعندما أنادي "يا نايم وحّد الدايم، يا نايم وحّ الله"، "رمضان كريم"".

المساهمون