شاهد تاريخ بيروت بأبعاده الثلاث

على واجهة بيروت البحرية، انطلقت قبل أيام، الدورة الأولى من مهرجانات بيروت الثقافية، بعرض بصري-موسيقي، بعنوان "رواية بيروت"، أقيم داخل القبة الدائرية. واستعاد العرض بتقنّية الأبعاد الثلاثة، على شاشة بنطاق 360 درجة، أهم الحقَب والمحطات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيَّة، التي عرفتها المدينة عبر التاريخ. لم يكن حضورُ السياسييّن هو العنصر الغالب على الحاضرين في هذه الأمسية، ولو أن التنظيم والأفكار، ولدت بدعم من عقيلة رئيس وزراء لبنان، لمى تمّام سلام، التي تبنّت مهرجان بيروت الثقافي هذا العام.
لساعة زمنيّة كاملة، عاش الجمهور، مشهديَّة بثلاثة أبعاد: بُعدٌ تقنيّ، وبعدٌ آخر تمثيليّ، وبعدٌ ثالث موسيقي. نُفِّذَت الأبعاد الثلاثة، بأحدث التقنيات لتنقل وجه بيروت التاريخي، من خلال 12 لوحة، امتزجت خلالها المؤثرات البصريّة الثلاثيّة الأبعاد، التي رافقها نصّ كتبه، جورج خبّار، وقرأه الممثل جوزف بو نصّار، والمطّعّمة بمشاهد تمثيلية وراقصة حيّة، تجمع بين المشاهد التي تحيط القبّة بموسيقى مباشرة، من تأليف وتوزيع، غي مانوكيان، عزفها نحو 70 عازفاً من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بقيادة المايسترو، إيلي العليا. وتوسط القبّة مجسّم لـ "ساعة العبد"، رمز ساحة النجمة في وسط بيروت، بالمقاييس الحقيقيّة الموجودة نفسها في الساحة الواقعيّة تقريباً، أي بارتفاع نحو 12 متراً. ومن خلال الساعة تأتي الرواية بالصوت، لتخبر قصة بيروت، بل قصصها، من أيام الفينيقيين القدماء، مروراً بالغزاة المتعاقبين عبر التاريخ، وثم مرحلة الاستقلال، ثم العصر الذهبي للمدينة في ستّينات وسبعينات القرن الماضي، وصولاً إلى مرحلة الحرب وبَعدَها إعادة الإعمار. واختتم العرضُ برسالة أملٍ من خلال أغنية "أجيال" التي ألَّفها، غي مانوكيان، خصيصاً للحدث، والتي تدعو اللبنانيين للحفاظ على بيروت ووطنهم، ونبذ الحرب والطائفيَّة. صاحب فكرة "رواية بيروت"، ومُخرِج العرض، هو المدير التنفيذي لشركة "Its Communication" داني الجرّ. وعمل فريق "3D Mapping"، بقيادة، إميل عضيمي، على تنفيذ العرض البصري. في حين تولت الإنتاج شركة "Backstage production". وأدّت الأغنيات أثناء العرض كلّ من، عزيزة بيروت، ودالين جبور.
وتستمِرُّ أنشطةُ مهرجانات بيروت الثقافية حتّى يوم 22 أيار/ مايو، فيتضمَّنُ برنامج المهرجانات، فعاليَّة إقامة قرية للمحركات الميكانيكيّة. انطلقت فعاليّة المحرّكات الميكانيَّة مساء أمس الجمعة، وتضمنّت مجموعة من أنشطة رياضات المحرّكات، بعرض هو الأول من نوعه في لبنان، لسيارة "فورمولا 1" يقودها السائق الإسباني، كارلوس ساينز جونيور، من فريق "Red Bull". ويوجد في القرية جناح لـ "سوق الأكل"، وأنشطة ترفيهية للأولاد تنظمها "Hocus Pocus" بعنوان "ضحكات بيروت"، على أن يكون الختام يوم الأحد 22 أيار/ مايو.