سينما "المرأة المعنّفة": كدمات بدل أحمر الشفاه

11 يونيو 2015
من فيلم 678 للمخرج محمد دياب
+ الخط -
في فيلم "احكي يا شهرزاد" للمخرج يسري نصر الله، يطرح السؤال: "ماذا لو كانت الإعلامية العربية (بطلة الفيلم) التي تناقش بشجاعة قضايا العنف الاجتماعي هي نفسها ضحية عنف زوجي؟"، والإجابة تأتي بظهور الإعلامية (قامت بدورها منى زكي) على هواء البرنامج بالكدمات التي تشوّه وجهها بدل مساحيق التجميل، ما يعدّ رسالة قويّة من صناع الفيلم للنساء العربيات بمواجهة ما يتعرّضن له من عنف.

في فيلم مصري آخر، هو " 678" للشاب محمد دياب، تقوم الشابة التي تتعرض لتحرشات جنسية في المواصلات العامة بشكل متكرّر بطعن من يتحرّش بها، كفعل عنف مضاد، وتنتهي القصّة بتعاطف المحقق مع الفتاة وتقييد الجرائم ضدّ مجهول. وفي المغرب، قدّم المخرج محمد عهد بنسودة، فيلم "خلف أبواب مغلقة"، الذي يكشف استغلال المديرين للموظّفات، وابتزازهن.

أما في تونس، فيبرز الفيلم المثير للجدل "شلاط تونس" (2013) للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يتناول ظاهرة خطيرة انتشرت بعد 2003 في تونس، وهي ظاهرة الاعتداء على النساء بالأسلحة البيضاء في الشوارع، لإجبارهن على ارتداء الحجاب.

كما نجد في السينما الجزائرية، فيلم "امرأتان" للمخرج عمر تريباش، ويعرض قصة رجل معتاد على ضرب زوجته أمام أولاده، ما يدفع الابن الأكبر إلى شجّ رأس والده والتسبّب له بإعاقة مدى الحياة. بدوره، قدّم المخرج عادل سرحان، في فيلم "بيترويت"، مقارنة صادمة بين حقوق المرأة العربية وحقوق المرأة الأميركية.

عرضت السينما العربية، كل وفق خصوصية بيئتها، عواقب العنف ضدّ النساء، من عنف مضاد، أو شرخ أسري لا يلتئم، وأيضاً مواجهة المشكلة، وهذا ما تقوم به السينما بنفسها.
من المحيط إلى الخليج، تطرّقت السينما للأوضاع المأساوية للمرأة العربية التي تعاني العنف النفسي والجسدي، سواء كان ذلك في السينما المصرية الواقعية أو في السينما المغاربية الصادمة في الكشف عن المسكوت عنه... لكن ستبقى قسوة الواقع الذي تعيشه النساء في أحيان كثيرة أقوى من الخيال السينمائي.

إقرأ أيضاً: مراكز إيواء النساء المعنفات مخابئ مؤقتة
دلالات
المساهمون