أغاني الكائنات المتطفلة... جداً

21 أكتوبر 2015
ليال عبود (فيسبوك)
+ الخط -
لا تعيش الأغنية اللبنانية أفضل أوقاتها، هي على حافة الدرك الأسفل إذا أردنا أن نعطي الموضوع الواقعية المطلوبة. كأن الأغنية أخذت المنحى الكلي في البلاد. يعيش لبنان حالة جمود سياسي واجتماعي واقتصادي. حالة لامست كل القطاعات في البلد الصغير. آثر نجوم الأغنية العمل خارج البلاد، فيما بدا الباقي يلعب في الوقت الضائع لا أكثر.


أمام حالة الجمود تبرز مجددا طبقة "الأغنية الهابطة" التي تعاود نشاطها بعد موجة "دانا وماريا و غيرهن ..". عشرات الأغنيات السريعة تتداولها الإذاعات. أغاني غب الطلب للأعراس والحفلات وحتى للشارع بمصطلحاته المستهلكة الحالية لدى "زعرانه".

بعنوان "فيك وفيها" تبث الإذاعات من أغسطس/آب الماضي أغنية ترى صاحبتها "جنى" أنها تعمدت اختيار الاسم ليكون صادما. جنى نفسها هي من ألّفت الكلمات وتصف نفسها بالشاعرة. مسلسل الصدمات المتتالية من "الشاعرة" لم تنته فصوله، إذ يبدو أننا على أعتاب "ممثلة" جديدة كما ادعت بإحدى مقابلاتها. وحتى ترى جنى الدور المناسب كما تقول، تستمر الإذاعات في بث أغنية اخرى بعنوان "إذا فيكي بلبيكي" للشاب أنور الأمير. كلمات الأغنية تأتي في سياق ألف باء المراهقة اللبنانية الأولى لدى الصبية. كلمات مثل "دخيل ربك ما أحلى صوتك" و"ضمك تضمك" هي شيء من الهذيان مركّب على موسيقى إيقاعية خفيفة.

الإيحاءات الجنسية ليست سوى غيض من فيض في الأغاني الهابطة. رينا الحلبي اسم آخر ينضم للجوقة إياها. قدمت رينا نفسها بأغنية "رب الحبيب زبيب" في بلد يشهد تصاعدا في أعمال العنف الأسرية ضد المرأة. اتبعت رينا ذاك المفهوم القديم المتجدد، والمزود ببعض من الفهلوة اللبنانية التجارية الرخيصة. إنه مبدأ خالف تعرف أو تشتهر.


أسلوب آخر يعتمده أصحاب الموجة إياها. إنه الانتشار بمفهومه المتطفل الثقيل. خلال تظاهرات "الحراك اللبناني" كان أحد المغنين يمشي بحراسة 3 أو 4 أشخاص مهمة أحدهم رصد كاميرات محطات التلفزة التي تبث مباشرة. فور رصده أي كاميرا يتجه أحد الحراس نحو مراسل المحطة ليقول: لو سمحت الفنان هشام الحاج بدو يحكي. هكذا يؤخذ المراسلون بالإحراج ويخرج الفنان الحاج على الهواء ليكرر نفس الكلمات "الشعاراتية": لبنان بلد حلو، تعوا نتوحد.. إلى آخر المعزوفة الفولكلورية السمجة. هشام الحاج كرر تطفله على أكثر من مناسبة حاشدة، وتشهد له تصريحات متطابقة من احتفالات القرى اللبنانية السنوية صيفا، وصولا حتى مناسبة رفع أكبر علم لبناني. إنه الانتشار للاشتهار.


أقرأ أيضًا:مغنيات الستينيات "المثيرات" في لبنان:عبدالناصر تدخّل لمنع إحداهنّ

ليال عبود صاحبة أغنية " ون يا ون" تتخذ أسلوبا آخر للوصول إلى الشهرة. إنها شهرة مدير الأعمال. مدير الأعمال الخاص الذي يلاحق المجلات والصحف ويرفع دعوى هنا ويبرر شكل فستان لعبود هناك. لا يكتفي مدير الأعمال "بالتحرّش" في كل صغيرة و كبيرة إعلاميا، بل إنه يلحن أيضاً أغاني عبود.

أقرأ أيضًا:موجة الحر في الأردن: "الجو خليجي والراتب أردني!"
دلالات
المساهمون