متى يرى الصحافي المصري معتز ودنان النور؟

21 فبراير 2020
سجن ودنان (الثاني من اليمين) بسبب مقابلة صحافية (فيسبوك)
+ الخط -
بعد مرور عامين من حبسه احتياطيًا، خرجت شقيقة الصحافي المصري المعتقل، معتز ودنان، بفيديو "لايف" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتتحدث عن المأساة التي قضاها في السجن، عقابًا على حوار أجراه مع رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، سابقًا، هشام جنينة.

وكانت قوات الأمن المصرية، قد ألقت القبض على معتز ودنان في 16 فبراير/شباط 2018 على خلفية حوار أجراه مع جنينة، وأحد أعضاء حملة ترشيح الفريق سامي عنان لانتخابات الرئاسة، ليتم ضمه إلى القضية 441 لسنة 2018، المعروفة بـ"الثقب الأسود الذي يبتلع الصحافيين"؛ بالتهمة المكررة "الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون ونشر أخبار كاذبة"، والتي تضم عدداً كبيراً من الصحافيين أبرزهم: عادل صبري رئيس تحرير مصر العربية، وحسن البنا ومصطفى الأعصر، والمصورين الصحافيين زينب أبو عونة، عبد الرحمن الأنصاري، محمد أبو زيد، إسلام جمعة، وشروق أمجد، ولم تتم إحالتهم للمحاكمة.

ومن المفترض أن تُخلي السلطات المصرية سبيل الصحافي ودنان في فبراير/شباط الجاري، حيث يكون قد مر على حبسه احتياطيًا عامان كاملان، وهي أقصى مدة للحبس الاحتياطي في القانون المصري. وقالت شقيقة ودنان "عامان من الحبس الاحتياطي قضاهما معتز محاصراً داخل زنزانته، دفع فيها ثمن مهنته من حياته وصحته ودفعت أسرته الثمن معه". وتابعت "سنتين مش بنشوفك وبناخدك في حضننا، بنتك متعرفكش وولادك مفتقدينك، أمك كل يوم بتنام بتحلم بيك وبتقول اسمك وهي نايمة".

تعرّض معتز ودنان، منذ القبض عليه، لسلسة طويلة من الانتهاكات والتنكيل حيث تم حبسه بزنزانة انفرادية بسجن شديد الحراسة وتم منعه من التريض، بالإضافة إلى منع الزيارة عنه، ما دفع أسرته لإقامة دعوى قضائية أمام القضاء الإداري للسماح لها بزيارته، وقد صدر فيها حكم لصالحها، في 26 يناير/كانون الثاني 2019، بقبول الدعوى والسماح لها بزيارته إلا أن الأمر ازداد بعدها سوءا حيث تم منعها من حضور جلسات التجديد له.

خلال فترة حبسه لم تتمكن أسرته من زيارته سوى خمس مرات فقط، أغلبها في الشهور الأخيرة. وكانت أول وآخر زيارة أهلية لمعتز ودنان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وآخر زيارة الأحد 19 يناير/كانون الثاني الجاري، وبين التاريخين سمح له بثلاث زيارات فقط بعد الحصول على تصاريح أمنية وأحكام قضائية تمكن أهله من زيارته. وكانت أسرة الصحافي معتز ودنان، قد تقدمت ببلاغ بتاريخ 21 مارس/آذار 2018 لنقل ودنان من سجن العقرب شديد الحراسة 2 إلى سجن آخر يسمح بالزيارة، وكذلك تقديم بلاغ يسمح لها بزيارته. ثم حصلت أسرته على حكم قضائي ظل قيد التأجيل حتى تم استيفاء جميع المستندات، من مجلس الدولة بأحقيتها في الزيارة، صدر بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2019.

وتابعت شقيقته في الفيديو: "سنتين محبوس لوحدك في أوضة ضلمة ما بتخرجش منها، سنتين مفيش كتاب ولا تليفزيون ولا أكل نضيف ولا لبس كويس ولا حتى الشمس بتشوفها، سنتين مبتكتبش فيها وانا اكتر واحدة عارفة الكتابة بالنسبالك ايه". واختتمت حديثها بـ"سنتين تم سرقتهم من عمر معتز ومن إحساس أسرته به وبوجوده بينهم. فهل هناك من يوقف نزيف عمره وروحه ويعيد لأبنائه وأمه دفء الابن والأب.. وهل نسمع خبرا قريبا عن إخلاء سبيل معتز ودنان".

لجأ معتز ودنان خلال فترة حبسه للإضراب عن الطعام أكثر من مرة في محاولة للاحتجاج على سوء أوضاعه. وهو ما تم إثباته في بلاغ تقدمت به زوجته يوم 22 يونيو/حزيران 2019، اتهمت فيه سلطات السجن بحبسه انفراديا والتنكيل به ومنعه من التريض ومنع الزيارة والدواء عنه ونقله لزنزانة بدون مياه أو كهرباء في محاولة لدفعه لفض إضرابه.
المساهمون