العفو الدولية: اختراق هواتف ناشطين مغربيين ببرامج تجسس إسرائيلية

10 أكتوبر 2019
خلال قمع احتجاج معلمين مغاربة في إبريل (فرانس برس)
+ الخط -
ذكر بحث أجرته منظمة العفو الدولية (أمنستي)، أنّ متسللين استهدفوا ناشطين حقوقيين مغربيين باستخدام برمجيات تجسس حاسوبية متقدمة، تنتجها شركة NSO الإسرائيلية، خلال حملة قمع حكومية لاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة.

وأظهر البحث الذي نشرته المنظمة، كيف تعرض ناشطان مغربيان بارزان للاستهداف مراراً منذ عام 2017 على الأقل عبر رسائل نصية‭‭ ‬‬مليئة بالبرمجيات الخبيثة ومن خلال تقنية‭‭ ‬‬اختراق إلكترونية يمكنها سراً زرع برمجيات خبيثة بالهواتف المحمولة. ولم يصدر بعد أي رد فعل رسمي مغربي على هذا البحث.

وتوضح نتائج البحث كيف أن بمقدور حكومات وجماعات أخرى في أنحاء العالم شراء وسائل وخبرات اختراق متقدمة من‭‭ ‬‬جهات بالخارج للتجسس على الناشطين والصحافيين والمنافسين السياسيين.

وقال الباحث في الشؤون الأمنية بمنظمة العفو الدولية، كلاوديو جوارنيري، إن الناشطين الحقوقيين المغربيين المستهدفين، المعطي منجب وعبد الصادق البوشتاوي، تعرضا للاختراق بمساعدة وسائل طورتها شركة برمجيات إسرائيلية تسمى "إن.إس.أو غروب". وقالت الشركة  إنها تحقق في هذه المزاعم.

وأشار جوارنيري إلى أنه يشتبه في أن المتسللين عملوا لصالح الحكومة المغربية، رغم عدم العثور على دليل تقني قاطع. وقال: "تؤمن منظمة العفو الدولية بأن هذه الهجمات غير قانونية وتمثل انتهاكا لحقوق (الناشطين)...هناك صلة‭‭ ‬‬مؤكدة لوقوف السلطات المغربية وراء هذه الهجمات".

وقال منجب والبوشتاوي إنهما يعتقدان أيضاً أن الحكومة مسؤولة عن الهجمات. وأوضح منجب أنه يعتقد أنه جرى التجسس عليه لمشاركته في حركة مؤيدة للديمقراطية في المغرب. ومنجب هو الشريك المؤسس لمنظمة (الحرية الآن) المؤيدة لحرية الصحافة في المغرب.

ويظهر البحث الذي أجرته منظمة العفو الدولية كيف أن منتجاً واحداً لشركة إن.إس.أو يسمى بيغاسوس استخدم رسائل نصية مليئة بالبرمجيات الخبيثة التي استهدفت منجب والبوشتاوي لجمع بيانات مخزنة بهواتفهما.

وقال البوشتاوي: "أعلم أنه كانت تتم مراقبتي من جانب المخابرات الرسمية ولكن لم أعرف كيف (قبل ذلك)". وأرسلت الرسائل النصية المليئة بالبرامج الخبيثة والتي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية خلال الفترة بين عامي 2017 و2018.

وقال الباحث البارز بمنظمة سيتيزن لاب الرقمية، جون سكوت-رايلتون: "لا يمكنك التعويل على شركات مثل إن.إس.أو لكشف كيف يتم استخدام منتجاتها في القمع والتجسس ولهذا السبب فإن الأبحاث التقنية مثل البحث الأحدث لمنظمة العفو الدولية حاسمة للجدل‭‭.‬‬.. نحن واثقون بأن هذه شركة إن.إس.أو بالتأكيد".



وكشفت منظمة العفو الدولية عن أن هاتف الآيفون الخاص بمنجب تعرض للاختراق عام 2019، عبر سلسلة من "هجمات الاختراق الشبكي".

ويظهر البحث أنه عندما حاول منجب تصفح نسخة باللغة الفرنسية لخدمة بريد ياهو، أعيد توجيهه إلى تحميل خبيث آخر يحوي برمجيات خبيثة. ويستلزم هذا النوع من الهجوم‭‭ ‬‬"وصولا ميسرا لاتصال شبكة الهدف"، حتى يتسنى اختراق حركة الإنترنت.

ويقول خبراء أمنيون إن هذا النوع من تقنيات الاختراق هو الأكثر شيوعًا في البلدان التي تسيطر فيها الحكومات على صناعة الاتصالات المحلية.‭  ‭


(رويترز)

المساهمون