زيارة أردوغان تقسم النخب الجزائرية

27 فبراير 2018
وصل أردوغان إلى الجزائر أمس الإثنين (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الجزائر جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لها وداعم للعلاقات التركية الجزائرية، وبين رافض لها على أساس خلفيات سياسية وإيديولوجية.

واستهل الكاتب المحسوب على التيار الفرنكفوني، كمال داوود، الجدل بهذا الشأن بعد نشره رسالة موجهة إلى أردوغان اعتبر فيها أنه غير مرحب به في الجزائر، بسبب قصفه للأكراد وتدخله في سورية، مذكراً إياه بـ"جرائم العثمانيين في الجزائر قبل احتلال فرنسا للجزائر"، وفقاً لداوود.


ومن الواجب الإشارة إلى أن داوود معروف بمواقفه المثيرة للجدل والمستفزة، وبينها موقفه من "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) والإسلام السياسي.


ورد الإعلامي الجزائري، حميد غمراسة، على رسالة داوود: "يعني ماكرون (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون) الذي تناولت معه وجبة غداء في سفارة فرنسا، كان أجداده يزرعون الورود بالجزائر في القرنين الـ19 والـ20".


وكتب رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبدالرزاق مقري، على "فيسبوك": "مكرة في الممسوخين مرحباً بأردوغان، لم أكن أرغب في التدخل في الموضوع، ولكن "مكرة" في الخونة وعملاء الاستعمار والممسوخين حضارياً وثقافياً الذين يعبرون عن حقدهم عن كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين من خلال التهجم على زيارة أردوغان الجزائر أقول مرحباً أردوغان وألف مرحبا أردوغان، يبتهجون بزيارة ماكرون ويرفضون زيارة أردوغان، المسخ بعينه".


وبين الموقفَين، علق الأستاذ الجامعي، فضيل بومالة أن "مثلك بعشرات الآلاف الذين يقولون تحيا تركيا نكاية في فرنسا كما هنالك ربما مئات الآلاف إن لم أقل الملايين الذين يصرخون" تحيا فرنسا" نكاية في النظام الحاكم أو حقداً على الاسلام كما تقول. وبين تحيا فرنسا وتحيا تركيا، أين هي بربكم "تحيا الجزائر" قولاً وفعلاً؟".

واعتبر بومالة مخاطباً الفريقين أن هذه الحالة تعبر عن "عقدة الأجنبي فيكم جميعاً تحتاج إلى علاج نفساني خاصة وقد بلغت درجة "المركوبية" بتعبير مولود قاسم نايت بلقاسم. فمتى تقتنعون أن "الجزائر جزائرية" بروحها وألسنها وتراثها وأهم من ذلك بمصالحها مع محيطها الإقليمي والدولي؟".


وأضاف "إني أحترم ماكرون وأردوغان وغيرهما لأنهم يكدون من أجل شعوبهم ويدافعون عن مصالح بلدانهم. وكلا الرجلين يبحثان عن أدنى مصلحة أو موقع لهما في الجزائر وشمال إفريقيا وكل إفريقيا والمتوسط الخ، تطويراً لاستراتيجيات بلدانهما واقتصادياتهما وتموقعاً في العلاقات الدولية القادمة كقوى فاعلة في الصراعات والتنافس والحروب والتوسع بكل معانيه".

وتابع بومالة أن "خوفي على الجزائر ليس من "الآخر"، وإنما من النظام ومنكم ومن ولاءاتكم التي تفيدكم كأشخاص لكنها تضر بالجزائر وتدخلها في وهم "حرب إيديولوجية" قيمنا الوطنية براء منها.  فتباً لكم وأنتم "تقاتلون بعضكم بعضاً لفائدة الأجنبي وتباً لكم وأنتم تتنافسون على من الأصلح لكم من الاستعمار. وبدل أن تجتهدوا حتى تكونوا من الراكبين، أراكم، واعذروني في القول، تفضلون بل وتسعدون أن تكونوا من المركوبين".

المساهمون