صحافي سويدي يكسب دعوى ضد دولة الاحتلال

31 يوليو 2017
(فيسبوك)
+ الخط -

ربح صحافي الأرصاد الجوية في التلفزيون الرسمي السويدي، إس في تي، جويل ميلينغ (31 سنة)، قضية رفعها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب اعتقاله لمدة ثلاثة أيام وإبعاده، بعد أن سافر إلى فلسطين المحتلة كسائح في صيف 2014.

وكانت قضية جويل قد أثارت غضباً بين صحافيي السويد في ذلك العام، مشبّهين تصرفات دولة الاحتلال بـ"الرعونة" بحق من يحاولون الدخول بشكل طبيعي عبر الحدود والمطارات.

ففي لحظة وصوله مع صديقه النرويجي أوقف جويل في المطار وأخذ إلى غرفة جانبية لطرح أسئلة كثيرة، فيقول الصحافي "تحججوا بأنهم يريدون أن يروا كم معنا من نقود، فتحججوا بأننا لا نملك نقودا كافية". وجد الصحافي نفسه معتقلاً في زنزانة مع صديقه لمدة ثلاثة أيام بدون أغراضه الشخصية ومُنع من الاتصال بأي إنسان.

وفي لقاء تلفزيوني مع محطته، قال جويل "بالطبع كنت خائفا وقلقا، وأصبت بإحباط، بعكس ما كنت أتخيله، لكنني وصديقي كنا في تلك اللحظات نشعر بقوة بسبب وجودنا سوية وإيماننا بديننا المسيحي. شرطة الحدود الإسرائيلية تفعل ما تريد ولا يمكنك توقّع ما تقوم به". وبعد ثلاثة أيام في السجن، وبدون أن تعرف عائلته وزملاؤه شيئاً عنه أطلق سراحه ليجري إبعاده إلى الخارج.

وبعد عودته للسويد، قام من خلال محام برفع "قضية ضد إسرائيل"، مطالباً باعتذار وتعويض مالي 220 ألف كرون سويدي (الدولار يساوي 8.1 كرون).

وربح جويل الدعوة المرفوعة بحصوله على اعتراف بأنه "كان تصرفاً خاطئاً وما كان يجب توقيفهما"، وحصل على تعويض بقيمة 40 ألف كرون (حوالي 5 آلاف دولار)، وتغريم الحكومة الإسرائيلية بأتعاب القضية. وبالنسبة له "ليست الأموال هي المهمة، بل اعترافهم بأنه تم ارتكاب خطأ، وهذا مهم بالنسبة لي، حتى لا يتعرض آخرون لما تعرضت له".

بالنسبة لجويل، فإن مقاضاة دولة الاحتلال جاءت "لأنه لا يجب معاملة الناس بما فعلوه من دون أن يكون هناك أي سبب، وما رغبت به هو أن تكون هناك عدالة". وبعد أن انتهت القضية، أمس، قام جويل بجولة في القدس المحتلة ونشر صوره وهو يجوب شوارعها القديمة.

ويذكر أن عشرات السويديين والنرويجيين والدنماركيين يجري سنوياً إبعادهم ووضعهم على لوائح "منع الدخول"، إضافة إلى شباب من أصل عربي ولدوا في الدول الإسكندنافية وغيرها، حيث يجبر هؤلاء على "إعطاء شرح كامل لشبكة الأصدقاء وما يكتبونه على وسائل التواصل الاجتماعي".

ويتهم "المبعدون" بشكل غير مباشر بأنهم "ناشطون ضد دولة الاحتلال، ومن داعمي نشاط المقاطعة"، ومن تعليقات السويديين على هذه القضية يبدو أن البعض يريد أن يجرب ما جربه جويل لمقاضاة دولة الاحتلال بإبعادهم، ومنهم سياسيون في أحزاب يسارية.