مشاهد من عمومية "الصحافيين" المصريين:حصار النقابة و"بيان رؤساء التحرير"

القاهرة

نادين ثابت​

avata
نادين ثابت​
06 مايو 2016
5A3C7278-4E5F-45B0-BF40-F32F56303150
+ الخط -
خلف حشود الصحافيين الذين التفوا حول نقابتهم الأربعاء، في الجمعية العمومية الطارئة، دفاعا عن كرامتهم؛ بقيت هناك عدة تفاصيل ينبغي إمعان النظر فيها، لعدة اعتبارات، أهمها أن حرية الصحافة هي حرية وكرامة الصحافي لا جدران وسلالم رخامية.

واحدة من تلك التفاصيل، كانت احتجاز عشرات إن لم يكن مئات الصحافيين غير النقابيين، خلف المتاريس الحديدية التي فرضتها قوات الأمن في محيط النقابة، ومنعت الوصول لها إلا لمن يحمل "كارنيه النقابة". وقالت آيات الحبال، وهي صحافية شابة، فُصلت تعسفيا من إحدى الصحف الخاصة، قبل أن تلتحق بكشوف المقيدين بجداول النقابة، إنها اضطرت للوقوف خلف الحواجز الأمنية لما يقرب من ساعة، سمعت فيها "كل الشتايم اللي في الدنيا"، على حد قولها، من قبل "المواطنين الشرفاء"، قبل أن تتمكن من مراوغة الأمن واجتياز الحاجز وصولا لنقابتها التي لا تحمل عضويتها.

واضطر عدد من شباب الصحافيين والمصورين، للدخول في مشادات مع قوات الأمن المحيطة، والاشتباك في بعض الأحيان، مع "المواطنين الشرفاء" المجاورين للأمن، في محاولة جادة منهم للدخول، لتغطية وتصوير الجمعية العمومية الطارئة للنقابة، بعدما كلفتهم صحفهم رسميا بتغطيتها.

وشاركت عضو نقابة الصحافيين المصرية سابقا، عبير سعدي، في وسم "#الصحافة_ليست_جريمة"، قائلة "على هامش الأزمة الحالية.. حسرة زملائنا وزميلاتنا الذين يمارسون المهنة وحيل بينهم وبين مساندة مهنتهم ونقابتهم بسبب الكارنيه مؤلمة. هؤلاء يقفون في الصفوف الأولى للتغطيات وبشبابهم تجدد تلك المهنة شبابها. لا تنسوهم".

التفاصيل تكمن أيضا، في أن حالة الانبطاح التي وصل لها حال الصحافة في مصر، ليس فقط نتيجة ممارسات وانتهاكات أمنية عدة، تخضع للظرف السياسي الراهن؛ ولكن أيضًا لقناعات راسخة لدى بعض القائمين على الإعلام والصحافة في مصر، بأن المغالاة في موالاة النظام، قد تكون ضمانة لهم بعد حين، وهو ما ثبت عكسه.



بالأمس، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، للإعلامي المصري، شديد الولاء للنظام المصري الحالي، محمد الغيطي، وهو يبكي على الهواء بسبب اعتداء المواطنين الشرفاء عليه، أثناء مروره للنقابة، ويقول "أنا شفت النهاردة مسخرة ومهزلة من وزارة الداخلية ورجال الأمن.. شافوني حبوا يبينوا إنهم لطفاء وملايكة، وقالولي تعالى عدي من هنا إللي هو أعدّي بين البلطجية.. دي جمعية عمومية وأنا عضو نقابة.. دي محصلتش.. أقسم بالله ما حصلتش.. إللي أنا شفته النهادرة لم يحدث في أعتى الحقب الاستبدادية في تاريخ الدولة المصرية.. دا غير مجموعة المستأجرين والفتوات بتوع كل مظاهرات"، متابعًا "إحنا فجأة بقينا عار وصحافة بيتمسح بيها الإزاز، بعد ما كشفنا الفساد وأسقطنا الإخوان وشاركنا في 30 يونيو".

ظاهرة "المواطنين الشرفاء"، برزت في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، عندما كان وزير داخليته يستعين بمجموعات من البلطجية وأصحاب السوابق الإجرامية في مواجهة الاحتجاجات الغاضبة مثل حركة كفاية وحركة شباب 6 إبريل، ثم ازدادت عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، لمواجهة حشود الثوار، وكان أبرز مشاهد لهم يوم موقعة الجمل 2 فبراير/شباط 2011، عندما هاجم مسلحون يعتلون خيولا وجمالا، اعتصام الثوار بميدان التحرير، وسقط المئات في هذا اليوم.

وعلق المحامي الحقوقي، ورئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد، على ظاهرة المواطنين الشرفاء، عبر "فيسبوك"، قائلا "لو عوقب مجرمو موقعة الجمل، لما استمر مقاولو المواطنين الشرفاء في عملهم، للأسف لم يستمر عملهم فقط، بل توسع وأصبحوا ينافسون الحانوتية، اليوم مع الجمعية العمومية للصحفيين، متوقع رواج عملهم"، وتبعها بعبارة "هتاف الصحفيين: الصحافة مش جريمة. وهتاف المواطنين الشرفاء: ادبح يا سيسي؛ يختصر المشهد في مصر بدقة شديدة".

من ظاهرة "المواطنين الشرفاء" إلى قناعة إعلاميين، ورؤساء تحرير، بالحالة الأمنية المفروضة على المجال العام في مصر. وهنا يمكن الرجوع إلى ما يعرف بـ"بيان رؤساء التحرير"، الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2014، الذي اعتبره مراقبون كـ"الإعلان الرسمي عن عسكرة الدولة وتأميما اختياريا للصحف المصرية وقصفا للأقلام ومصادرة للحريات".

وكان البيان الصادر عن اجتماع رؤساء تحرير الصحف المصرية، على خلفية حادث سيناء التفجيري، بمقر حزب الوفد المصري، قد تقرر فيه "التوقف عن نشر البيانات الصادرة التي تدعم الإرهاب وتدعو إلى تقويض مؤسسات الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، والتعامل بموضوعية ودون مبالغة مع أخبار المظاهرات التخريبية لجماعة الإخوان داخل الجامعات وخارجها، ووضع آلية للتنسيق المشترك بين الصحف كافة لمواجهة المخططات الإرهابية والسعي إلى اتخاذ الإجراءات لمواجهة هذه المخططات التي من شأنها منع تسلل العناصر الداعمة للإرهاب إلى الصحافة ومواجهة الثقافة المعادية للثوابت الوطنية".


ذات صلة

الصورة
تطالب جمعيات رعاية الحيوان بتعامل رحيم مع الكلاب (فريد قطب/الأناضول)

مجتمع

تهدد "كلاب الشوارع" حياة المصريين في محافظات عدة، لا سيما المارة من الأطفال وكبار السن التي تعرّض عدد منهم إلى عضات استدعت نقلهم إلى المستشفى حيث توفي بعضهم.
الصورة
جنود صوماليون خلال تدريبات في مقديشو، 26 مايو 2022 (إرجين إرتورك/الأناضول)

سياسة

تبادلت مصر وإثيوبيا رسائل تحذير عسكرية أخيراً، على خلفية الوضع في الصومال وإقليم "أرض الصومال"، مع وصول سفينة محمّلة بالأسلحة من القاهرة إلى مقديشو.
الصورة
قرار إقفال الجزيرة في رام الله/ العربي الجديد

منوعات

أكد وليد العمري لـ"العربي الجديد" أنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتب قناة الجزيرة في رام الله يأتي ضمن حملة أوسع تستهدف الصحافة الفلسطينية
الصورة
طلاب أمام جامعة الأزهر في القاهرة، في 2 يونيو 2016 (Getty)

مجتمع

قررت جامعة الأزهر المصرية، الثلاثاء، وقف أستاذ العقيدة والفلسفة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في فرع الجامعة بالقاهرة، د. إمام رمضان إمام، عن العمل.