غوغل يساعد اللغويين في اكتشاف "دورة الكلمات"

12 ديسمبر 2016
الكلمات التي نستخدمها تسقط وتعود ثانيةً (توماس تراستشيل/Getty)
+ الخط -
دورة غامضة تتكرر كل 14 عاماً تسيطر على تعبيراتنا وكلماتنا منذ قرون. فقد حلل باحثون غربيون عدةَ قرونٍ من الأدبيات، ووجدوا اتجاهاً غريباً في أنماط اللغة، واكتشفوا أن الكلمات التي نستخدمها تسقط ثم تعود ثانية في إطار دائري، وتستمر حوالي أربعة عشر عاماً في كل مرة. 

وأجرى العلماء بواسطة برامج كمبيوتر تتبعاً لأنماط اللغة تعود إلى عام 1700 من خلال قاعدة بيانات "غوغل" والتي تراقب استخدام اللغة عبر أكثر من 4.5 ملايين كتاب رقمي. ومن أجل القيام بهذا الأمر حدد العلماء تذبذباً غريباً في حوالي 5630 اسماً عامّاً مشتركاً.
ويقول فريق الباحثين الذين توصلوا إلى الاكتشاف إن هذا الأمر لا يبين فقط كيف يستخدم الكتاب خاصة، والناس عامة، الكلمات للتعبير عن أنفسهم وعما يريدون، بل يؤثر أيضاً على الموضوعات التي يختارونها للمناقشة.

ووفقاً للأستاذ بجامعة مانشستر البريطانية، مارسيلو مونتيمورو، فإنّ من الصعب تصور وجود ظاهرة عشوائية من شأنها أن تعطي هذا النمط، مع افتراض أن هذه الأنماط تعكس بعض الديناميات الثقافية. ويضيف مارسيل: "آمل أن يتطور الاكتشاف إلى فهم أفضل لمسألة تغييرنا للمواضيع التي نناقشها، وربما نتعلم لماذا يتعب الكُتاب ويملون من شيء، ويختارون شيئاً جديداً؟".

نمط "الكلمات كل 14 عاماً" يأتي ويذهب باستخدام واسع متسق بطريقة مدهشة، بالرغم من أن الباحثين وجدوا أن في السنوات الحالية قد تطول الدورة أو تقصر بعام أو عامين. وتصبح الدورات أكثر وضوحاً عندما تتعلق بكلمات معينة. والمثير للاهتمام هو كيف ترتفع الكلمات ذات الصلة ببعضها بعضاً وتنخفض سوياً في الاستخدام.

وعلى سبيل المثال، فإنّ كلمات مثل الملك والملكة والأمير تبدو وكأنها في قمة موجة الاستخدام، ما يدل على أنها سوف تقع قريباً لصالح كلمات أخرى.

على النقيض من ذلك؛ فإن مصطلحات مثل الفلك والرياضيات والكسوف يمكن أن تشهد دورة ارتفاع وانتعاش بعد أن شهدت دورة انخفاض في الآونة الأخيرة. ووفقاً لتحليل الظاهرة، فإنها تحدث أيضاً مع الأفعال، ولكن ليس بالقدر نفسه كما هو الحال مع الأسماء. إذ وجدت أنماط مماثلة لدورة الأربعة عشر عاماً تحدث مع اللغات الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والإسبانية، وليس الأمر حكراً على لغة معينة.
فيما تشير الدراسة إلى أنّ الكلمات تحصل على زخم معين مما يجعل المزيد من الناس يستخدمونها قبل أن تصل إلى مرحلة التشبع ونقطة الامتلاء التي عندها يبدأ الكتّاب في البحث عن مرادفات لها وبدائل.

ويقول مونتيمورو وزميله الباحث داميان زانيتي، من المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية في الأرجنتين: "توقعاتنا أن هذا السلوك مرتبط بالتغيرات في البيئة الثقافية التي بدورها تحرك التركيز الموضوعي للكتاب والذي يؤثر في مؤشرات قاعدة بيانات غوغل". وأضافا: "من الرائع البحث عن العوامل الثقافية المؤثرة في هذه الدورات، ولكننا نتوقع أيضاً بعض التقلبات العشوائية".

دلالات
المساهمون