مؤتمر صحافي صاخب للتلفزيون التونسي: الأزمة تخنقنا

21 ابريل 2015
يواجه التلفزيون التونسي مشاكل حقيقية تبعده عن المنافسة (Getty)
+ الخط -
يعيش التلفزيون التونسي الرسمي مخاضاً عسيراً. فالأزمة الأولى التي يعاني منها هي أزمة مالية خانقة أدت إلى تهديد النقابة العامة للإعلام (المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل) بالإضراب لثلاثة أيام. أما المشاكل الأخرى فهي داخلية تتعلق بخارطة البرامج والتنافس بين العاملين في المؤسسة من أجل الحصول على مساحات تنشيطية خاصة بهم، واستقدام إعلاميين من خارج المؤسسة ليتولوا تقديم البرامج في ساعات ذروة المشاهدة.

كل هذه المعطيات مجتمعة دفعت المدير العام لمؤسسة التلفزيون التونسي إلى عقد مؤتمر صحافي اليوم، سلّط فيه الأضواء على المشاكل التي يعيشها التلفزيون الرسمي التونسي، وتقديم الحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة.

وأشار مصطفى باللطيف المدير العام للتلفزيون التونسي إلى أن التلفزيون يعيش صعوبات مالية كبرى تجعله غير قادر على إنتاج برامج ضخمة تمكنه من رفع نسب المشاهدة. كما بيّن أن غياب استراتيجية برامجية واضحة جعلت من القناتين الرسميتين الأولى والثانية تتشابهان في بعض محتوياتهما.

وأضاف أن هناك غياباً تاماً لبعض الأنواع الصحافية المطلوبة اليوم من قبل الجمهور ومنها البرامج التي تعتمد الصحافة الاستقصائية كأساس لها. ومن المشاكل التي يتخبط فيها التلفزيون الرسمي الضعف على المستوى التقني، فهو غير قادر على إنتاج برامج ذات جودة عالية 
(HD). وهو ما حرم التلفزيون من عدة عقود مع تلفزيونات عربية وأجنبية في إطار إنتاجات مشتركة.

في مقابل هذه المشاكل طرح باللطيف الحلول الممكنة لتجاوز هذه الصعوبات، ومنها أن تتولى الحكومة التونسية توفير الأموال الضرورية لإدارة التلفزيون حتى تتمكن من أداء الأدوار المعهودة إليها.

وتجديد إدارة القناتين الأولى والثانية، وإرساء آليات التقييم الموضوعي في العمل الإعلامي داخل المؤسسة حتى يتولى كل من له الكفاءة المساهمة في الارتقاء بالتلفزيون التونسي. كما شدد المدير العام للتلفزيون التونسي على التحدي السياسي الذي يعيشه التلفزيون الرسمي، خاصة في مستوى ضمان استقلاليته كمرفق عمومي غير خاضع لأي تيار سياسي بل يعبّر عن الهوية الثقافية والسياسية لكل التونسيين في ظل مشهد إعلامي مفتوح وتعددي وتنافسي.


[اقرأ أيضاً: تونس: معركة حريات بين نقابة الصحافيين والرئاسة]

الندوة الصحافية كانت أيضاً مناسبة لمدير القناة الأولى إيهاب الشاوش ومديرة القناة الثانية شاذية خذير جلمام، لتقديم الخارطة البرامجية المستقبلية للقناتين اللتين يشرفان عليهما. وهي خارطة، مثلما صرحا، راعت الوضع المادي الصعب الذي يعيشه التلفزيون التونسي.

يذكر أن هذا المؤتمر الصحافي حصل في أجواء مشحونة، خاصة أمام إصرار بعض العاملين في التلفزيون التونسي على التعبير عن مشاغلهم ونقدهم لإدارة القناة وهو ما اعتبره مصطفى باللطيف خروجاً عن سياق المؤتمر.

وهو ما زاد في توتر الأجواء داخل قاعة المؤتمر. كما حضر المؤتمر ناجي البغوري نقيب الصحافيين التونسيين، والنوري اللجمي رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، وبعض أعضاء الهيئة، وهو ما اعتبره قسم من الصحافيين رسالة دعم لإدارة التلفزيون التونسي التي يطالب الكثير من العاملين بتغييرها. وقد غاب أي ممثل للنقابة العامة للإعلام، خصوصاً أن هذه النقابة دخلت في خلافات كبرى مع إدارة التلفزيون الرسمي التونسي.

[اقرأ أيضاً: تونس: صحيفة "أخبار الجمهورية" تمدح بن علي.. ثم تعتذر


وفى رد فعل سريع على المؤتمر، قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية مفدي مسدي فى برنامج "ميدي شو" الذي تبثّه إذاعة "موزاييك أف أم" أن "ما صرح به المدير العام للتلفزيون التونسي في المؤتمر لا يليق بمسؤول رفيع مثله ". وتساءل عن "الخطوات الإصلاحية التي قام بها باعتباره المسؤول الأول عن التلفزيون الرسمي للنهوض به". وأضاف المسدي فى لهجة تهكمية "المذكرة الأولى التى بعث بها الرئيس المدير العام للتلفزيون التونسي إلى رئاسة الحكومة طلب فيها تخصيص مصعد خاص به". هذه المعطيات تؤشر على تأزم العلاقة بين المدير العام للتلفزيون التونسي والمستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة الذى نفى أي محاولة منه للتدخل فى عمل التلفزيون الرسمي، كما نفى سعيه إلى الإطاحة بالمدير العام.