الساري وحريم السلطان في الضفة الغربية

27 ابريل 2015
الثوب الفلسطيني تراجع في فلسطين (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ ثلاث سنوات تقريباً، رجع الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز خطوة إلى الوراء، بعدما كان يُعرض عادة في واجهة المحلات التجارية، كلباس مميز وأنيق، مفسحاً المجال للساري الهندي الذي صار في الواجهة، مع أزياء أخرى مغربية وتركية، كحريم السلطان مثلاً، تسأل عنها وتطلبها الفتيات في مدن الضفة الغربية المحتلة.

هنا في واحد من محلات مدينة نابلس شمال الضفة، لو قِست المسافة بين الساري الهندي المعروض بثقة عند باب المحل، والثوب الفلسطيني المعلق في آخر المحل، لن تصدق أن الثوب الفلسطيني رجع خطوة واحدة فقط، بل عشر خطوات على أقل تقدير.

يقول سمير الزاوياني، صاحب محل لبيع الملابس في مدينة نابلس: "أستورد بضاعة هندية من عشر سنوات، لكنني أحضرت الزي الهندي المعروف باسم الساري الهندي منذ سنتين فقط، بناءً على طلب الفتيات اللواتي يسألن عن كل ما يشاهدنه في التلفاز، وبالتالي وفرناه في محلنا".

والساري الذي تلبسه الهنديات، يتشكل من قطعة قماش تلف على الخصر، ويختلف عن المعروض في معظم محلات المدن الفلسطينية، والذي هو عبارة عن زي هندي مُعدل عليه ليتلاءم مع لباس العربيات اللواتي لا يفضلن لف القماش، بل ارتداءه.

قبل سنوات كان الثوب الفلسطيني في صدارة الأزياء التي تطلبها الفتيات الباحثات عن التميز، لكن دخول الساري الهندي وحريم السلطان التركي إلى سوق الضفة، أو حتى سهولة شرائه عبر الأسواق الإلكترونية، عدد خياراتهن على ما يبدو، وأثر سلباً على وضع الزي الفلسطيني التراثي.

اقرأ أيضاً: "الملحفة" المغربية.. رمز جمال الصحراويات

يقول الزاوياني: "أجلب ما يطلبه الناس مني، والساري الهندي أخذ جزءاً من زبائن الثوب الفلسطيني". ورغم هوس الفتيات في الزي الهندي، إلا أن الإقبال عليه ضعيف بسبب ارتفاع أسعاره، التي تتراوح من200 إلى ألف دولار وأكثر أحياناً.

يؤكد تاجر الملابس، أحمد ياسر، من نابلس: "تُجار الخليل هم أول من أدخل الساري الهندي إلى سوق الضفة، باعوه في البداية بـ 500 دولار". ويضيف: "قبل سنتين كان الساري مطلوباً بشدة، هذه السنة لاحظت أن حريم السلطان استحوذ على اهتمام النساء، الكثير من الفتيات تطلب حريم السلطان، لذلك قررت إحضار بعض القطع منه لأن سعره عال جداً".

وحريم السلطان هو زي تركي شاهدته الفتيات في مسلسل حريم السلطان التركي أيضاً، وأحضره وعرضه محل تجاري في نابلس قبل سنتين، ويباع بـ 700 دولار، لكن الإقبال على الساري الهندي يظل أكبر من غيره كما يقول الباعة.

تنوه موظفة في محل لبيع الملابس في مدينة نابلس، فضلت عدم ذكر اسمها: "إن الثوب الفلسطيني التقليدي مطلوب جداً في أميركا وأوروبا، يأتي زبائن إلى محلنا ويشترونه لفلسطينيات في المهجر، هناك الفلسطيني يريد أن يثبت هويته، وهنا في الوطن يريد الناس إثبات أي شيء إلا هويتهم".
المساهمون