مهرجان فاس للفن الصوفي يرفع شعار "دين الحب"

28 مارس 2015
فاس مدينة التراث الصوفي المغربية (GETTY)
+ الخط -


يحتفي مهرجان مدينة فاس المغربي للثقافة الصوفية في دورته التاسعة، بالزاهدة رابعة العدوية، فيما يستمر احتفاؤه بالعلامتين الصوفيين، محيي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي.

ويرفع المهرجان في دورته التي تقام في الفترة من 18 إلى 25 أبريل/ نيسان القادم، شعار "دين المحبة من رابعة وابن عربي وجلال الدين الرومي إلى اليوم".


وقال رئيس المهرجان، فوزي الصقلي لـ"العربي الجديد"، إن "رابعة العدوية الزاهدة المتعبدة أحبت الله من غير خوف من ناره أو طمع في جنته، بل لأجل ذاته الإلهية، وقالت في ذلك أشعارا خالدة تحمل روح المحبة، وقد دأب المهرجان في دوراته السابقة على أن يحتفي بها سيرا على القول الشهير لمحيي الدين بن عربي، (أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه. فالحب ديني وإيماني)".

وفي مؤتمر صحافي انعقد بمدينة الدار البيضاء المغربية مساء أمس الجمعة، أعلن الصقلي عن برمجة دورة المهرجان الجديدة، والتي تشارك فيها فرق صوفية من دول عدة، بينها من المغرب زوايا الطريقة القادرية البوتشيشية والطريقة الصقلية الوزانية والطريقة الريسونية والطريقة الشرقاوية، وفرقة السماع للطريقة الخلواتية للشيخ نور الله فاتح من تركيا، كما يحضرها فنانون صوفيون، بينهم التركيان أسكين سيزي وقدسي ايرجنر، وشيخ السماع المغربي حسن ديك.

ويكرم المهرجان في هذه الدورة، المفكر التونسي الراحل عبد الوهاب مؤدب، في حفل سيقام بمتحف البطحاء بمدينة فاس، كما يكرم في حفل آخر سيد السماع الصوفي الحلبي جلال الدين فايس.


وكما دأب المهرجان خلال دوراته السابقة، سيقدم خلال حفل الافتتاح جديدا موسيقيا في عالم السماع الصوفي، وجديد هذا العام تكريمي لـ"ذاكرة رابعة العدوية" في حفل موسيقي يتغنى بأشعارها في محبة الله، تحييه السوبرانو المغربية سميرة القادري بمصاحبة المطربين فاطمة الزهراء القرطبي ومروان حجي وصلاح الدين محسن.


وعن العمل قالت سميرة القادري خلال المؤتمر الصحافي للمهرجان: إن الخروج به كان صعبا للمكانة العظيمة لرابعة العدوية في كل تجلياتها الصوفية، وما بلغته في مقام حب الله، الأمر الذي تطلب عملا كبيرا على المستويين المعرفي والفني، وتطلب تفكيرا سينوغرافيا لتوليف الموسيقى المغربية مع أشعار رابعة العدوية.

وعبرت القادري عن سعادتها وسعادة زملائها الفنانين بتقديم هذا العمل، معتبرة إياه "رد اعتبار لشخصية رابعة العدوية التي لم تنصفها السينما في الفيلم الذي قدم عنها، في ستينيات القرن الماضي في مصر" حسب قولها.

ومن جديد الدورة، حفل سماع صوفي وموسيقى أندلسية يحييه كبار أصوات السماع الصوفي في المغرب مع فرقة المجموعة الأندلسية للتهامي الحراق، بعنوان "دين الحب"، وترجمة أشعار للصوفي جلال الدين الرومي من الفارسية إلى العربية، تغنى لأول مرة من خلال المهرجان.

ويمتد الاحتفاء بجلال الدين الرومي إلى مائدة مستديرة للنقاش بعنوان: "جلال الدين الرومي وإرث الموسيقى الفارسية". فيما تناقش موائد مستديرة أخرى موضوعات من قبيل، الثقافة والشعر الصوفي الأمازيغي والمصادر الدينية لمفهوم المحبة، والثقافة والتعبير عن الحب الروحي في أفريقيا جنوب الصحراء، وموائد نقاش أخرى تطرح سؤال "هل هناك إحياء للتصوف في العالم الإسلامي؟".

وفي هذا الإطار قال الباحث والمفكر المغربي عبد الله الوزاني لـ"العربي الجديد"، إن المرحلة الحالية "الدموية"، حسب وصفه، التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، "تستوجب نشر صورة جميلة عن الإسلام تعود بنا إلى حقيقة هذا الدين وعمقه وهما المحبة والأخلاق".

المساهمون