هل كانت رقصة فتيات وراء استقالة عمدة طهران؟

هل كانت رقصة فتيات وراء استقالة عمدة طهران؟

19 مارس 2018
تعددت الروايات والرقصة إحداها (فيسبوك)
+ الخط -


منذ أن تقدَّمَ عمدة طهران محمد علي نجفي باستقالته قبل أيام، يدور جدلٌ في الداخل الإيراني حول حقيقة ومسببات ما جرى، إذ لم يستمر في منصبه هذا لأكثر من ستة أشهر فقط.

ويؤكد البعض أن الكواليس تخبئ الكثير، فالأمر لا يتعلق فقط بالوضع الصحي لنجفي أو عدم قدرته على إدارة شؤون بلدية المدينة، وإنما بضغوط
 على هذا الإصلاحي، فاحتفالية عيد المرأة التي حضرها في برج ميلاد غربي العاصمة، والتي رقصت خلالها فتيات لا يتجاوزن الحادية عشرة من العمر، أثارت امتعاض المحافظين كثيراً، محملين العمدة مسؤولية هذه المراسم، رغم أن هذا الأخير أكد أنهن صغيرات في العمر، مشيراً إلى أنه لم يكن من الضروري إجراء تلك الرقصة من الأساس، والتي كانت على أنغام موسيقى إيرانية تقليدية عزفتها فتيات إيرانيات كذلك.

من جانب آخر، نقل موقع "نامه نيوز" عن الناشط السياسي علي محمد نمازي قوله "إن نجفي يتلقى العلاج منذ فترة، ومسألة مرضه التي تذرع بها ليست حديثة العهد، كما أن استقالته لا يمكن تصنيفها على أنها أمر طبيعي واعتيادي، فكان بإمكانه عدم قبول المنصب بسبب مرضه منذ تعيينه"، مرجحاً وجود ضغوطات على نجفي، ولا سيما أن استقالته أتت بعد فترة وجيزة من احتفال برج ميلاد، وهو ما فتح الباب أمام منتقديه للهجوم والضغط عليه.



ولا تتوقف الاحتمالات عند هذا الحد، فنجفي وطاقمه وأعضاء من مجلس مدينة طهران فتحوا ملفات فساد تعود إلى زمن سلفه العمدة المحافظ محمد باقر قاليباف، وهو ما جعل البعض يتحدثون عن سبب آخر زاد من عوامل الضغط عليه، وذكر نمازي أنه لا معلومات دقيقة لديه حول هذا الأمر بالذات، وبأنه يجب انتظار رد فعل مجلس مدينة طهران، كونهم هم من سينظرون في استقالة نجفي بعد انتهاء عطلة عيد النوروز التي تبدأ في 21 مارس/آذار وتستمر لما بعد ذلك بـ13 يوماً.

وقال النائب في البرلمان الإيراني محسن عليجاني إن استقالة عمدة طهران لا ترتبط بالجدل الدائر حول رقصة الفتيات الصغيرات في برج ميلاد، مستبعداً أيضاً وجود الضغوطات، بينما ذكر عضو مجلس مدينة طهران حسن رسولي أن نجفي لم يكتب في نص استقالته مسبباتها، قائلاً "لا يمكن تجاهل مسألة وجود ضغوطات سياسية".

لكنها ليست المرة الأولى التي يستقيل فيها نجفي من منصبه لعلّة المرض، فقبل ذلك استقال من دائرة السياحة والموروث الثقافي لذات الأمر، وذكر رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي رفسنجاني وهو الذي سينظر في استقالة نجفي إلى جانب أعضاء المجلس، أنه تسلم نص الاستقالة، مشيراً لوجود مشكلة طبية جديدة لدى العمدة ولا يمكن الإفصاح عنها في الوقت الراهن وقال بذات الوقت: "لا يمكن نفي وجود ضغوط سياسية لكن المرض هو مسبب الاستقالة الرئيس".



و
كان نجفي وزيراً للتربية لتسع سنوات حين كان أكبر هاشمي رفسنجاني رئيساً وحين كان الإصلاحي مير حسين موسوي رئيساً للوزراء، كما كان مديراً لمؤسسة التخطيط والموازنة في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وبعد وصول حسن روحاني إلى سدة الرئاسة في 2013، اقترح اسم نجفي ليكون وزيراً للتربية ورفض نواب البرلمان منحه الثقة، فعينه روحاني مستشاراً ورئيساً لمؤسسة الميراث الثقافي والسياحة واستقال بعد أشهر

ورغم تعدد الروايات، لكن يبدو أن الأمر لا ينفصل عن رقصة الفتيات ولا عن فتح ملفات فساد طاقم البلدية السابق، رغم تفضيل البعض لرواية الأسباب الصحية، لاسيما الإصلاحيين الذين يروجون ويحصرون الأمر بها وحسب.

دلالات

المساهمون