فنان سوري ينحت بيئة بلده في الغربة (صور)

10 يوليو 2016
من التراث المعماري السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

قد تختزن في عقلك ومخيلتك الكثير من المشاهد التي تحبها في وطنك الأم، وتراها كنزاً ثميناً، ولكن الوقت يحين لفتح هذا الكنز، حين تفقد هذا الوطن وتبتعد عنه، فتصنع منحوتات ومجسمات، ليبقى حاضراً أمام عينيك، وأمام عيون كل من جمعهم الوطن في الغربة.

على هذا المبدأ، سار الفنان السوري محمد ناصر اسكاف، والذي يؤكد في مجمل حديثه عن فنه، القديم الجديد، أنه لولا الغربة لما فكّر في صناعة المنحوتات والمجسمات الصغيرة، التي تتناول التراث السوري الذي تركه خلفه في الوطن، مجبراً كغيره من السوريين، بسبب الحرب.

ومحمد اسكاف، من مواليد حلب عام 1971، نشأ في حارة قديمة، كانت تضم بين أزقتها كل أشكال التراث المعماري السوري، والذي يعود تاريخه إلى عشرة آلاف عام، منذ العصور الرومانية والبيزنطية، وقد انطبعت تلك الأفكار في مخيلته منذ صغره.




يقول محمد، إنه كلما سار في أزقة حارته الحلبية، يشعر أنها تناديه وتطلب منه أن يحافظ عليها، فهذه الشوارع المرصوفة بالحجر الأسود البازلتي، والمنازل التي تزينها الشرفات الخشبية، والنوافذ والحيطان الحجرية، كلها كانت توجه له رسالة سرية لم يفهمها سواه، وهي أنها تريد من يوثقها ويحفظ بصمات من مروا بها. لذلك فموهبة اسكاف ظهرت قبل عام فقط، بعد خروجه إلى المهجر، لأنه صار يستمد أفكار منحوتاته ومجسماته من الإلهام الذي يزوره، عن ذكرى تلك الأيام والمعالم.




يستخدم اسكاف في منحوتاته الجبس، لأنه سهل النحت ويستطيع أن يكيفه بيديه ويمنحه لون التعتيق، ويصمم أبواباً وشبابيك من الخشب، بما يوحي بقدم تلك المجسمات. فمن يرى المجسمات الصغيرة التي يعدّها، يعتقد أن مئات السنين قد مرت عليها، وهو يضيف لها الألوان المائية، لكي تظهر وكأنها من الحجارة الطبيعية، التي بنيت منها بيوت وآثار سورية.

المساهمون