الصحافة الفضائحية تنتعش في لبنان: نميمة وإيحاءات جنسية

23 ابريل 2016
صحافة لبنان تعاني من أزمة خانقة (مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
 فجأة ومن دون سابق إنذار استعادت صحافة الفضائح الفنية بريقها في لبنان. بعد سنوات من انحسار هذه الموجة التي برزت في السنوات التي تلت انتهاء الحرب الأهلية ها هي تشهد "نهضة" غير مفهومة.

البداية كانت مع نقيب الصحافيين اللبنانيين ومجلته الفنية "نادين"، وهي مجلة فنية لبنانية شهيرة، ولها انتشارها العربي. نقيب الصحافيين عوني الكعكي، اختار مستوى جديدا من الأغلفة والعناوين لمجلته الشهيرة. وهي الأغلفة التي تتضمّن صوراً فاضحة، ومعها عناوين إباحية، أو فيها إيحاءات جنسية: من غلاف المغنية ليال عبود، إلى غلاف فنانة تدعى سهام، وهي شخصية لا يعرفها أحد إطلاقاً. وشهرتها الوحيدة سببها غلافان لها على المجلة، تظهر فيهما شبه عارية، مع تصريحات "جريئة". 

إذاً وسط الأزمة الخانقة التي تمر بها الصحافة المطبوعة في لبنان والعالم العربي، اختار النقيب عوني الكعكي تسليع المرأة، كطريق سريع للبيع. وقد تحوّلت أغلفة مجلته إلى مادة متداولة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

لكن مجلة "نادين" ليست وحيدة في ساحة الفضائح. بل ها هي قناة "أو تي في" تحذو الحذو نفسه، مع الصحافي الفني إيلي باسيل والراقصة الشرقية إليونور زغيب. البرنامج الذي بدأ عرضه كل ليلة جمعة، يحمل عنوان The Gossip Show. البرنامج كما يكشف اسمه هو برنامج للنميمة الفنية، واقتحام الحياة الشخصية للفنانين، انطلاقاً من علاقات باسيل الوطيدة في الوسط الفني. وإن كانت برامج الثرثرة الفنية منتشرة في الغرب، فإنها مع باسيل تأخذ حيزاً واسعاً من الردح والهجوم الشخصي و"السوقي" لكل من ينتقد البرنامج نفسه، أو من يوجّه ملاحظة للبرنامج. هكذا لم تسلم وسائل الإعلام التي انتقدت البرنامج من حفلات الردح والشتم على الهواء.

أكثر من فقرة يتضمنها البرنامج وتدور كلها في الفلك نفسه، فلك الإهانات والتجريح والتدخّل الوقح في حياة الفنانين والسياسيين والإعلاميين الشخصية. فهل تحاول قناة "أو تي في" الحزبية (تابعة للتيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب ميشال عون) كسب جمهور إضافي من خارج اصطفافها بهذه الطريقة، بعدما فشلت في ذلك طيلة السنوات السابقة؟ 

دلالات
المساهمون