الفيلم السنغالي "والد نافي"... صراع أب مع المرض والفكر المتطرف

02 ديسمبر 2019
يسلط فيلمه الضوء على نسختين مختلفتين من الإسلام (فيسبوك)
+ الخط -
في بلدة نائية بجنوب السنغال، يجد إمام المسجد نفسه أمام مفترق طرق، عندما يدرك أنه ليس في مواجهة مع مرض السل فحسب، بل مع جهود أخيه لنشر الفكر الإسلامي المتطرف.

في فيلمه الروائي الثاني "والد نافي"، أراد المخرج مامادو ديا أن يسلط الضوء على بقعة منسية من السنغال، وكيف يمكن لنفوذ المال المقترن بالتطرف والإرهاب، أن يغير معالم الحياة في تلك البقعة بشكل جذري.

وتدور أحداث الفيلم، الذي عرض أمس الأحد ضمن المسابقة الرسمية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حول إمام بلدة يونتي معتدل الفكر، الذي يعتبره سكان البلدة السلطة الروحية لهم، وابنته نافي التي تطمح للسفر إلى العاصمة والالتحاق بالجامعة، لكنّ عمها عثمان المرتبط بجماعات متطرفة، يطلب يدها لابنه.

وبدلًا من الضغط على ابنته للقبول بزيجة تقليدية، ينحاز الإمام والأب لحق الابنة في أن تقرر مصيرها، كما يرفض رفضًا تامًا محاولات شقيقه لإخضاع البلدة لسيطرته بنفوذ المال والترهيب، لكنّ حالته الجسمانية وصراعه مع مرض السل يزيدان من مشقة تلك المهمة.

ويقول المخرج إنه أراد أن يسلط الضوء على الجوانب المختلفة للإهمال في تلك المنطقة من بلاده، وقال قبل عرض الفيلم: "يدور الصراع في الفيلم على أكثر من مستوى، وفي قلبها الفقر والإهمال، فالبطل يعاني من المرض في ظل الافتقار للرعاية الطبية الملائمة في جنوب السنغال، والبلدة الفقيرة تجد نفسها فريسة سهلة لإغراء المال، حتى لو قدمت مقابل ذلك تضحيات كبيرة فيما يتعلق بحرياتها".

ويقول أيضًا إنه أراد أن يسلط فيلمه الضوء على نسختين مختلفتين من الإسلام، وقال: "هناك الوجه القبيح للتطرف الذي يتغذى على الفقر والخوف من المجهول، لكن هناك أيضًا الوجه السمح متمثلًا في الإمام صاحب الفكر المتقدم، والذي يريد لابنته وبلدته حياة كريمة".


ويتنافس الفيلم بين 14 فيلمًا على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم، في الدورة الـ 18 من المهرجان، والتي تستمر حتى 7 ديسمبر/كانون الأول.


(رويترز)

المساهمون