العراقي جعفر مراد: نحفر في الصخر كي نُنجز أفلامنا

07 ابريل 2019
مشهد من فيلم "فطور إنكليزي" (فيسبوك)
+ الخط -

بعد عرضه في صالة "سينما فينيكس" في لندن، عُرض "فطور إنكليزي"، للعراقي المقيم في بريطانيا جعفر مراد، في بغداد. ومراد متخرّج من "كلية أمسفورت" في هولندا، حصل على بكالوريوس في هندسة الإلكترونيات من جامعة "أوترخت" (هولندا، 2004)، حيث عمل مهندسًا فترة طويلة. عند زيارته "استديو يونيفرسال" في هوليوود، قرّر أن يصبح سينمائيًا، فتوجّه إلى بريطانيا لدراسة السينما، وحصل على شهادة ماجستير في الإخراج والتصوير والمونتاج وكتابة السيناريو من جامعة "هالام". حصل "السفر"، مشروع تخرّجه، على المرتبة الأولى.
قبل هذا الفيلم، أخرج مراد أفلامًا قصيرة عديدة: "بايسكل" و"لا داعي لحبر" و"هارمونيكا" و"شوكولاتة ساخنة" و"العودة إلى فيكتوريا" و"خلف المرآة" و"فيلم ليفربول".
عن "فطور إنكليزي"، أول روائيّ طويل له، قال جعفر مراد: "رغبتُ في أن يكون فيلمًا اجتماعيًا، بالإضافة إلى مسحة بوليسية. فيه نوع بسيط من الأكشن أيضًا. أردتُ أن تكون روحه عراقية، وفي الوقت نفسه أن يكون مناخه العام بريطانيًا، لأن أحداث القصّة تدور في لندن ومدن بريطانية أخرى". فالفيلم يروي حكاية فتاة تبحث عن قاتل والدها، الذي اغتيل في بغداد، وتحاول عبر زوجها العراقي العثور عليه.
في لندن، نال الفيلم إعجاب الجمهور العراقي والبريطاني، علمًا أن العرض بحدّ ذاته خطوة مميزة في تاريخ السينما العراقية (عرض فيلم عراقي في صالة سينمائية بريطانية)، خصوصًا أنه تنافس مع أفلام أميركية عُرضت في اليوم نفسه.
عرض الفيلم في بغداد أدّى إلى ردود فعل مختلفة عن تلك التي أدّى إليها عرضه البريطاني، ليس بمعنى أن الردود الأولى أفضل بل مختلفة: "أجمل شيء عندما أستمع إلى آراء مختلفة عن الفيلم بعد عرضه"، قال جعفر مراد، مضيفًا أن آراءً عديدة توقّفت عند بعض المشاهد وناقشتها، وتناولت أداء الممثلين، في مقابل آراء مُعجبة به وبمضمونه.
عن الصعوبات الإنتاجية التي واجهته، قال مراد: "بالتأكيد، واجهتني صعوبات كثيرة لإكمال الفيلم، منها الوضع المادي الذي لا أريد التحدّث عنه الآن، فهذا موضوع معقّد. هناك صعوبة في إيجاد ممثلين محترفين في المهجر، ما جعل غالبية المُشاركين فيه من المبتدئين، الذين يخوضون تجربة التمثيل للمرة الأولى في حياتهم. أوقات عمل الفنانين وجمع بعضهم مع البعض الآخر كانت من أصعب العوامل التي أخّرت تحقيق المشروع، فهناك مَشاهد احتجتُ إلى نحو 6 أشهر كي أنجزها كاملة، لأن الممثلين لم يكونوا موجودين في بريطانيا. الزميلة وفاء العائش مثلاً تُقيم في السويد، وجاءت 4 مرات لإكمال تصوير مشاهدها. بالإضافة إلى أن أكثر المنتمين إلى الجيل الجديد من العراقيين لا يُجيدون اللهجة العراقية، لذلك كنتُ، في بعض الحالات، أُلغي حوارهم، وبطريقتي أشرح للمُشاهد تفاصيل المشهد. هذه العوامل كلّها أثّرت على إنتاج الفيلم وتصويره وإنجازه. بسببها، تأخّرت. لكني سعيد بما وصلت إليه، وفخور بإنجاز فيلم روائي طويل من دون تمويل، ورغم هذه الصعوبات".

وعن رأيه في الأفلام العراقية، أشار جعفر مراد إلى أنّ السينما العراقية "في تحسّن كبير، والجديد آتٍ بقوة، بفضل وجود جيل جديد يعشق المهنة". أضاف: "بصراحة، نحن جميعًا نحفر بالصخر كي نُنتج أعمالاً تُمثّل العراق في المحافل الدولية، ولو بإمكانيات بسيطة. لأنه يجب علينا أن نكون حاضرين". كما رأى أنّ في العراق "أفكارًا لأفلام يُمكن أنْ تكون مهمّة، بعد الأحداث التي عاشها العراقيون. فالمأساة والحروب يُمكن أن تُعالَج في أعمال ناجحة للغاية".

أما مشاريعه المقبلة، فمحصورة في فيلم روائي ثانٍ له، يستعدّ لتحقيقه: "سيكون مختلفًا كلّيًا عن (فطور إنكليزي). سيكون فيلمًا سياسيًا، وأحسب أنه سيكون نقلة فنية مهمّة لي".
دلالات
المساهمون