أزمة "روتانا" وmbc وart: الإنتاج الفني في مهب الريح

18 نوفمبر 2017
مالك art صالح كامل (تويتر)
+ الخط -
تتفاقم أزمة الإنتاج الفني العربي يوماً بعد يوم. وبعد انتكاسة واضحة لعالم الإنتاج الدرامي والسينمائي، وبلوغ الذروة في الحرب على الدراما السورية تحديداً، تأتي تداعيات الأزمة القائمة اليوم في السعودية، لتفتَح مزيداً من التساؤلات حول الإنتاج الفني العربي، سواء عبر التلفزيون أو البرامج الفنية، والتي اتخذت وجهة تصاعدية في السنوات القليلة الماضية، وتقدمت وساهمت في بروز ثورة تلفزيونية عربية جيدة، كما حققت إلى ذلك أرباحاً مالية وتسويقية، بفعل عوامل الجذب التي قدمتها لسوق الإعلانات والرعاية التجارية.

تؤكد معلومات خاصة أن الوضع العام لبعض المؤسسات الإعلامية الخليجية ضبابي، لسبب واحد، هو تأثير الأزمة في السعودية، وانعكاس اعتقالات شملت مؤسسي وأصحاب بعض الشركات والمؤسسات الفنية، ومنهم بالطبع احتجاز الوليد بن طلال، ووليد آل إبراهيم، وصالح كامل، والحديث عن تغيّرات جذرية في بعض المواقع الهامة في المنظومة الإعلامية السعودية. كل ذلك، يضع الإنتاج الفني العربي أمام تساؤلات عديدة، ويضع مستقبل هذه المحطات تحديداً أمام صور أشد ضبابيّة من أي وقت.

تؤكّد المعلومات أن إدارة محطة mbc الحالية لا تزال، حتى اليوم، تلتزم الصمت بعد مرور أكثر من أسبوعين على احتجاز مالكها وليد آل إبراهيم في المملكة العربية السعودية. وعُلِم أنّ الإدارة الإقليمية للمحطة أعطت نفسها مدة ستة أشهر لتبيان حقيقة ما سيحصل، في وقت جرى الحديث في بيروت عن إقصاء المديرة الإقليمية التنفيذيّة، سمر عقروق، من مركزها بعد أكثر من عشرين عاماً على إدارتها للمحطة.

وتنفي مصادر من داخل مركز بيروت هذه المعلومات، وتؤكد أن عقروق لا زالت حتى اليوم تشغل منصب المديرة الإقليمية للمحطة، في وقت يلتزم فيه المتحدث الرسمي باسم مجموعة mbc، مازن حايك، الصمت وعدم الرد على اتصالات الصحافيين. كما يجري التداول بتغيير منصب مدير قنوات mbc، علي جابر، إلى مدير جديد يحمل الجنسية السعودية.

في الوقت نفسه، تُعقَد اجتماعات في الرياض بشأن التباحث في بيع أسهم الوليد بن طلال، في شركة "روتانا". وعلم أنّ الشركة تعمل منذ ثلاث سنوات عبر قيادة مُستقلّة عن التشاور مع الوليد، ويتولى أحد مساعدي الأمير الكشف عن بعض ما يحصل في "روتانا"، والتي تحولت إلى شركة تنظيم حفلات ومهرجانات في بعض الدول الخليجية. كما يحاول مسؤول الشركة اليوم، سالم الهندي، التعالي على الأزمة عن طريق الحفلات التي ينظمها مع فريق عمله، وبعض المغنين الخليجيين، ورغم ذلك، يعاني الخليج عموماً من تداعيات الأزمة السعودية، والمقاطعة التي فُرضَت على قطر قبل أشهر.

لا مهرجانات كبيرة هذا الشتاء. كل المعلومات تقول إنّ التحضيرات اليوم ستكون فقط لدولة الكويت التي تنظم مهرجان "هلا فبراير"، والواضح أن شركة "روتانا" ستأخذ على عاتقها تنظيم المهرجان كما كل عام. بينما يعتكف بعض الفنانين السعوديين عن قبول معظم الحفلات التي تعرض عليهم في دبي، لأسباب غير معروفة، فيما تحاول "روتانا" إقناع عدد من الفنانين اللبنانيين بالحضور إلى دبي للمساهمة في نجاح هذه المهرجانات التي تستمر حتى شهر فبراير/ شباط المقبل.

أما في ما يتعلق بمحطات "روتانا" التلفزيونية، فيُقال إنّ إدارة القنوات تدرس جدياً إمكانية إدارتها من القاهرة بشكل نهائي بعدما كُرّس ذلك خلال السنوات الأخيرة، على أن تُبقي محطة روتانا الدينية "اقرأ"، بثها من المملكة العربية السعودية. فيما سيبقي رجل الأعمال السعودي، الشيخ صالح كامل، على قنوات art التلفزيونية، وهو الذي لم يثبت أي شيء ضده خلال فترة التحقيقات التي قضاها في السعودية. والمعروف أن الشيخ صالح كامل من النافذين في المملكة، وهو رجل مال وأعمال مهم.

دلالات
المساهمون