في ذكرى "فارس الزمالك".. كيف تحولت أغاني "الألتراس" للسياسة؟

21 سبتمبر 2016
جمهور نادي الأهلي (فرانس برس)
+ الخط -
"اه يا تيشيرت العمر يا أبيض راح فين أغلى الشباب/ اه يا تيشيرت كل حر لبسه فى حربه على الفساد/عمرو حسين فارس الزمالك وهب روحه للكيان/ عمره فى يوم ما اتخلى عنه فى الكورفا والترحالات...". في 19 سبتمبر/أيلول 2013، قتل مشجع نادي الزمالك عمرو حسين، بعد إصابته بطلق ناري في الصدر أمام بوابات ناديه، ونعاه "ألتراس الوايت نايتس" (رابطة مشجعي نادي الزمالك) بهذه الكلمات، التي تحولت إلى أغنية "يا تشيرت العمر يا ابيض" باتت بعدها من أشهر الأغاني. فتحت هذه الأغنية الباب أمام حقبة جديدة من الأغاني المرتبطة بكرة القدم، ومشجعي هذه الرياضة في مصر. العصر الجديد كان عصر السياسة، عصر نعي الشهداء الذين يسقطون في المدرجات والملاعب برصاص الأمن، وعصر الكلام المتفلت من كل القيود، وكل المحرمات.




تتسم كلمات أغاني الألتراس (وايت نايتس أو أهلاوي UA07) بالقوة في التعبير ووصف الحالة أياً كانت، كما هي الأمر الذي يصل إلى السب أحياناً سواء لإدارة ناديهم أو قيادات الداخلية أو حتى رأس النظام. فعدم وجود مغن أو ملحن أو مؤلف معروف الاسم منحهم حرية أكبر في اختيار كلمات أغانيهم، لكن هذا لم يمنع النظام المصري والقضاء وحتى رؤساء الأندية (بشكل خاص مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك) من اتخاذ قرارات صارمة/ظالمة تجاههم، بعدما اعتبرتهم بمثابة "جماعة إرهابية. إلى جانب منعهم من حضور مباريات نواديهم خصوصاً بعد سقوط عدد كبير من الشهداء في أكثر من مجزرة، آخرها كان في 8 فبراير/شباط  2015 حيث سقط 22 شهيداً من مشجعي الزمالك فكانت أغنية "افتح بنموت" التي تلخّص ما جرى في "مذبحة الدفاع الجوي".

 
وقبل هذه المذبحة كانت مذبحة أخرى بعد ثورة 25 يناير، بحق جمهور النادي الأهلي في ما عرف بمذبجة "بور سعيد"، التي يتحمّل مسؤوليتها المجلس العسكري الحاكم وقتها. حملت الأغنية كلمات مباشرة، تتهم المجلس العسكري  بالقتل، وتتوعّد بالردّ، وتشتمه بشكل واضح. وتشرح الأغنية في بدايتها كيف نجح الألتراس (روابط مشجعي كرة القدم) بتغيير مفهوم الكرة من أداة للسلطة إلى لعبة كشف حقيقة وجه آخر من وجوه التمرد على النظام.

وتتضمّن القائمة لائحة كبيرة من الأغاني التي ألفها ولحنها وسجلها جمهور كرة القدم، وكان محتواها سياسيا بامتيار، مثل "مش ناسيين التحرير"، و"كلب النظام".

هكذا اتسمت معظم كلمات أغاني المشجعين في مصر بعد ثورة يناير بالمحتوى السياسي الجريء والمباشر، بلا مغن مشهور أو إنتاج كبير أو فرصة للظهور على شاشات التلفزيون.
بينما كانت أغاني الفرق قبل هذه الحقبة هي حكر على فنانين ونجوم، يتسابقون على أدائها كباب من أبواب كسب الجماهيرية، وتملّق رؤساء النوادي، ومن خلفهم النظام الذي يدعمهم.
وأبرز هؤلاء، إيهاب توفيق وسعد الصغير وعبدالباسط حمودة ونانسي عجرم وحمادة هلال. فكانت كلها أغانيَ تمدح الفريق وأداء اللاعبين وتاريخ النادي.

 

 

 

المساهمون