تعاونت السلطات في تركيا وبلغاريا أخيراً على إعادة افتتاح كنيسة سانت ستيفان (الكنيسة الحديدية) أخيراً على شاطئ بلاط في إسطنبول، إذ باتت ملامح المتحف تغلب على دار العبادة، وجلّ زوار الكنيسة من المسلمين الأتراك والسائحين الأوروبيين.
ويقول المقيم في الكنيسة منذ عام 1994 إبراهيم زيتونة لـ"العربي الجديد" إن الصلوات في الكنيسة الحديدية، تقتصر على عيد الميلاد وصلاة عيد الغطاس "الظهور الإلهي للثالوث المقدس" وهو ذكرى عمادة المسيح على يد يوحنا المعمدان بنهر الأردن. وحول سؤالنا عن وجود سدنة أو فريق ديني مخصص لكنيسة ستيفي ستيفان، يجيب التركي زيتونة: يوجد الخوري البلغاري، إنجل يوانو، مضيفاً أن الكنيسة تفتح أبوابها للزوار بشكل يومي، من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء، بالمجان، ولا يتم تقاضي أي رسوم، كما بعض الكنائس التي تحولت بشكل كامل لمتاحف، مثل "تشورا" و"آيا صوفيا".
ويشرح القائم على الكنيسة والمقيم فيها منذ عقود، إبراهيم زيتونة، أن عمليات الترميم التي تمت بالتشاور والمشاركة بين تركيا وبلغاريا، استمرت لنحو سبع سنوات بكلفة زادت عن 16 مليون ليرة تركية (نحو4.1 ملايين دولار)، لكن الكنيسة التي تحوي 500 طن حديد، عادت بكامل ملامحها وخصوصيتها، وخاصة قبابها الثلاث وزخرفتها الخارجية الغنية، فضلاً عن جرسين من أجراسها الثلاثة التاريخية التي تم إحضارها من روسيا، قبل مائتي عام.
وبيّن زيتونة، أن ثمة وقفاً بلغارياً مقابل الكنيسة الحديدية، ربما يتم تحويله إلى متحف أيضاً، وهو من المباني البلغارية ذات الرمزية المهمة، حيث كان الوقف مزاراً وميتماً ومدرسة كنسية وملتقى للمهاجرين البلغار، وضم الوقف عبر التاريخ، مطبعة لأكثر من عشرين صحيفة ومجلة. وأُسست فيه أول مدرسة بلغارية في عاصمة الإمبراطورية العثمانية.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول الخوري أبو نافع فرح من مدينة أنطاكيا لـ"العربي الجديد" تستمر تركيا برسائلها لأوروبا خاصة، وللمجتمع الدولي برمته، بصونها الحقوق وحرية العبادة وممارسة الطقوس الدينية لكل من هم على أرضها، والتي صانها وحماها، الدستور التركي منذ عام 1923 ولم تجر تغييرات عليها، رغم التعديلات الكثيرة التي طاولت الدستور. ولقد جرى ترميم 14 كنيسة مسيحية وكنيساً يهودياً، في تركيا خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها الكنيسة الحديدية البلغارية.
ولفت الخوري إلى أن النقاشات التي تجري في تركيا اليوم، على الصعيدين الديني والسياسي، تهدف إلى استعادة المسيحيين ممتلكاتهم الوقفية وترميم دور العبادة وفتح مدارس دينية مثل مدرسة "هيبلي" ضمن جزر الأميرات، كمدرسة دينية للمسيحيين الأرثوذكس.
وبحسب مراجع تاريخية، يوجد في تركيا 349 كنيسة، بقيت على قيد البناء حتى اليوم، رغم كل التحولات بما فيها تراجع عدد المسيحيين، من 33% من عدد السكان مطلع القرن العشرين إلى أقلية لا تزيد على 300 ألف مسيحي اليوم، حيث كانت تركيا أكثر من واجه التغيّر الديموغرافي الذي لحق بالمسيحيين، إن في آفسس التي تحوي آخر بيت سكنته مريم العذراء وبات محجاً للمسيحيين حتى اليوم، وأنطاكية التي تحظى بأهمية كبيرة لدى مسيحيي الشرق، كونها أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والقسطنطينية والقدس وفيها أطلق على المسيحيين لقب مسيحيين أول مرة.
وتقول مصادر تاريخية، إن آيا صوفيا مرت بمراحل تحول من كنيسة لجامع ثم إلى متحف، وهي من أهم المعالم المسيحية في إسطنبول، فمنذ بنيت في عهد الإمبراطور جستنيان عام 532 استمرت على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ومن ثم ولمدة 481 عاماً مسجداً ومنذ عام 1935 أصبحت متحفاً، وهي من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
لتأتي كنيسة "تشورا" قليلة الشهرة مقارنة بآيا صوفيا، في مرتبة متقدمة، إذ مرت بمراحل آيا صوفيا ذاتها، وهي موجودة اليوم في حي أديرنة كابيه، في الجزء الغربي لمنطقة الفاتح بإسطنبول، وهي واحدة من الكنائس القليلة الباقية على قيد الحياة من العهد البيزنطي، إذ يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي. وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح بقيت كنيسة، لتتحول بعد 58 عاما من الفتح، إلى جامع، بعد قرار من قبل الصدر الأعظم علي باشا عام 1511، وأثناء التحويل تم مسح كل اللوحات الجدارية والموزاييك عن الجدران، ليتم إغلاق الجامع عام 1956 ليتحول إلى متحف.
(Getty)
ويشرح القائم على الكنيسة والمقيم فيها منذ عقود، إبراهيم زيتونة، أن عمليات الترميم التي تمت بالتشاور والمشاركة بين تركيا وبلغاريا، استمرت لنحو سبع سنوات بكلفة زادت عن 16 مليون ليرة تركية (نحو4.1 ملايين دولار)، لكن الكنيسة التي تحوي 500 طن حديد، عادت بكامل ملامحها وخصوصيتها، وخاصة قبابها الثلاث وزخرفتها الخارجية الغنية، فضلاً عن جرسين من أجراسها الثلاثة التاريخية التي تم إحضارها من روسيا، قبل مائتي عام.
وبيّن زيتونة، أن ثمة وقفاً بلغارياً مقابل الكنيسة الحديدية، ربما يتم تحويله إلى متحف أيضاً، وهو من المباني البلغارية ذات الرمزية المهمة، حيث كان الوقف مزاراً وميتماً ومدرسة كنسية وملتقى للمهاجرين البلغار، وضم الوقف عبر التاريخ، مطبعة لأكثر من عشرين صحيفة ومجلة. وأُسست فيه أول مدرسة بلغارية في عاصمة الإمبراطورية العثمانية.
من جهته، يقول الخوري أبو نافع فرح من مدينة أنطاكيا لـ"العربي الجديد" تستمر تركيا برسائلها لأوروبا خاصة، وللمجتمع الدولي برمته، بصونها الحقوق وحرية العبادة وممارسة الطقوس الدينية لكل من هم على أرضها، والتي صانها وحماها، الدستور التركي منذ عام 1923 ولم تجر تغييرات عليها، رغم التعديلات الكثيرة التي طاولت الدستور. ولقد جرى ترميم 14 كنيسة مسيحية وكنيساً يهودياً، في تركيا خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها الكنيسة الحديدية البلغارية.
ولفت الخوري إلى أن النقاشات التي تجري في تركيا اليوم، على الصعيدين الديني والسياسي، تهدف إلى استعادة المسيحيين ممتلكاتهم الوقفية وترميم دور العبادة وفتح مدارس دينية مثل مدرسة "هيبلي" ضمن جزر الأميرات، كمدرسة دينية للمسيحيين الأرثوذكس.
وبحسب مراجع تاريخية، يوجد في تركيا 349 كنيسة، بقيت على قيد البناء حتى اليوم، رغم كل التحولات بما فيها تراجع عدد المسيحيين، من 33% من عدد السكان مطلع القرن العشرين إلى أقلية لا تزيد على 300 ألف مسيحي اليوم، حيث كانت تركيا أكثر من واجه التغيّر الديموغرافي الذي لحق بالمسيحيين، إن في آفسس التي تحوي آخر بيت سكنته مريم العذراء وبات محجاً للمسيحيين حتى اليوم، وأنطاكية التي تحظى بأهمية كبيرة لدى مسيحيي الشرق، كونها أحد الكراسي الرسولية إضافة إلى روما والقسطنطينية والقدس وفيها أطلق على المسيحيين لقب مسيحيين أول مرة.
وتقول مصادر تاريخية، إن آيا صوفيا مرت بمراحل تحول من كنيسة لجامع ثم إلى متحف، وهي من أهم المعالم المسيحية في إسطنبول، فمنذ بنيت في عهد الإمبراطور جستنيان عام 532 استمرت على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ومن ثم ولمدة 481 عاماً مسجداً ومنذ عام 1935 أصبحت متحفاً، وهي من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
لتأتي كنيسة "تشورا" قليلة الشهرة مقارنة بآيا صوفيا، في مرتبة متقدمة، إذ مرت بمراحل آيا صوفيا ذاتها، وهي موجودة اليوم في حي أديرنة كابيه، في الجزء الغربي لمنطقة الفاتح بإسطنبول، وهي واحدة من الكنائس القليلة الباقية على قيد الحياة من العهد البيزنطي، إذ يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي. وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح بقيت كنيسة، لتتحول بعد 58 عاما من الفتح، إلى جامع، بعد قرار من قبل الصدر الأعظم علي باشا عام 1511، وأثناء التحويل تم مسح كل اللوحات الجدارية والموزاييك عن الجدران، ليتم إغلاق الجامع عام 1956 ليتحول إلى متحف.
(Getty)