يوم "القديس غيورغي" بداية موسم جديد في بلغاريا

07 مايو 2015
القديس جورج (Getty)
+ الخط -
تُعطّل دوائر العمل خلال يوم القديس غيورغي، الموافق السادس من مايو/أيار من كل عام، ليستمتع المارة بالعرض العسكري الذي يُنظّم أمام نصب الجندي المجهول في العاصمة صوفيا. أمّا على المستوى الشعبي فتُقام طقوس خاصة بالمناسبة، تتصل بمعتقداتهم المتوارثة حول أمور الفلاحة والثروة الحيوانية التي تنتهي في أكتوبر/تشرين الأول من كل عام مع يوم القديس ديمتريوس.

القديس غيورغي، هو "شفيع المزارعين والرعاة" لدى البلغار، وهو نفسه "سانت جورج" بالإنجليزية، و"مار جرجس" أو "الخضر" بالعربية، القديس الذي يبجّله المسيحيون والمسلمون، وُلد سنة 280م في مدينة اللد بفلسطين، لأبوين مسيحيين من النبلاء. لمّا بلغ السابعة عشرة من عمره، دخل سلك الجنديّة، وترقّى إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي كان يدين بالوثنية، وأمر بتعذيب جرجس لردّه عن دينه، حتى قضى شهيداً عام 303م.

تنبع طقوس الاحتفال بـ"شفيع المزارعين والرعاة" من طبيعة اقتصاد الأسرة الأبوية البلغارية، في العصور القديمة والوسطى، الذي كان يعتمد على تربية المواشي، وعلى ما تنتجه الطبيعة.

وكان البلغار يعتقدون أنه في الليلة التي تسبق يوم القديس غيورغي، تتحرك الثروة الدفينة في رحم الأرض، ولهذا فهي ليلة مناسبة للإخصاب، وقراءة الطالع، وكافة أعمال السحر. كما كانوا ينظّمون احتفالاً رسمياً لحَلب الأغنام، التي وضعت أول الحمْلان في العام، ثم يربطون دلو الحليب بخيط أحمر، وباقة من الأزهار البرية، ويلقون فيه نقوداً معدنية، بعدها تقوم شابة بأخذ رشفة من الدلو، حتى يصبح إنتاج الحليب وفيراً على مدار السنة.

كما كانوا يصنعون أكاليل من زهور العلّيق والقراص والزعرور، لتزيين رؤوس الأغنام، ومداخل الحظائر، ويحضّرون الجبن الطازج من دون تمليح، وفي الصباح الباكر ينتشرون في البراري مع مواشيهم لذبح الأضاحي من الخراف، ويهدون فراءها إلى الكنيسة.

ولا تزال معظم الطقوس سارية حتى اليوم. ولأعشاب الربيع، والزهور البرية، والأغصان الغضّة، مكانةٌ خاصة في الاحتفال بالقديس غيورغي، حيث تخرج النساء باكراً إلى الحقول والحدائق، ويجمعن باقات الزهور لتزيين نوافذ المنازل وأبوابها. أمّا الغرف ومائدة العيد فيتم تزيينها بأغصان شجر البلوط أو التفاح. ويتصدّر مائدة العيد التقليدية نوع من الخبز، يُدعى "بوغوفيتسا" "bogovitsa" يتمّ عجنه على شكل مصغّرات من الأغنام والرعاة.

أمّا الطبق الأساسي فهو الخروف المشوي على الفحم، وعلى رأسه يضعون إكليلاً من الزهور، وعلى قرنه الأيسر يشعلون شمعة، وقبل الطعام تُقرأ الصلاة، وبعد الانتهاء من الوجبة الشهية، تُعقد حلقات الرقص الشعبي "الخورو". يقود حلقة الرقص الراعي الأكثر شهرة بينهم، أو امرأة حامل تمسك بيدها غصنا أخضر، ويتفاءلون كثيراً برؤية ندى الصباح وبهطول المطر في هذا اليوم، فيُعتبر ذلك دلالة على الخير والرزق الوفير.

اقرأ أيضا:صوفيا ..عاصمة الكنائس والجبل المقدس
دلالات
المساهمون