قلق إسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية للحوثيين

قلق إسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية للحوثيين

30 أكتوبر 2019
تخوفات إسرائيلية من استخدام وكلاء إيران لصاروخ "حورمشر"(فرانس برس)
+ الخط -
توالت تحذيرات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل يومين، من تعاظم القوة العسكرية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والتي تمنح إيران القدرة على تهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير، كما عكست الكثير من التعليقات الإسرائيلية قلقاً من تزايد قدراتهم.

وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس" عاموس هارئيل، إنّ نصب الحوثيين صواريخ في اليمن "يُمكن إيران من استهداف التجمعات الاستيطانية والمرافق الحيوية جنوب إسرائيل".
وفي تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، لفت هارئيل إلى أنّ الهجوم الناجح الذي شنته إيران على المنشآت النفطية شرق السعودية، "يجعل إسرائيل تنظر بقلق شديد إلى امتلاك الحوثيين في اليمن صواريخ طويلة المدى"، مشيراً إلى تصريحات نتنياهو بأنّ أحد أهداف طهران من نصب هذه الصواريخ "هو تهديد إسرائيل".
ولفت إلى أنّه "على الرغم من أنّ كلاً من نتنياهو ومنافسه بني غانتس، معنيان بتركيز الأضواء على التهديد الإيراني، من أجل تسويغ تشكيل حكومة تجمعهما معاً، إلا أنّ التحذيرات من المخاطر التي تنطوي عليها الترسانة الصاروخية للحوثيين، تستند إلى معلومات استخبارية موضوعية"، مشيراً إلى أنّ هذه المعلومات "أضافت اليمن إلى الجبهات المرشحة لتكون ساحة للانطلاق ضد إسرائيل".



كما لفت إلى أنّ شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، حذرت، الشهر الماضي، من أنّ إيران "يمكن أن تلجأ إلى إطلاق صواريخ على إسرائيل انطلاقاً من غرب العراق، رداً على هجمات تستهدف الوجود الإيراني في سورية أو العراق، بواسطة مليشيا الحشد الشعبي".

وأوضح أنّه نظراً لأنّ المسافة التي تفصل أقصى نقطة في شمال اليمن عن إيلات التي تمثل أقصى نقطة جنوب إسرائيل تبلغ 1800 كيلومتر، فإنّه يرجح على نطاق واسع أن يعمد الإيرانيون إلى استخدام صاروخ "حورمشر"، وهو صاروخ انتجته كوريا الشمالية، وقامت إيران بتطويره وزيادة مداه.

وأضاف أنّه استناداً إلى تقديرات المؤسسة العسكرية، فإنّ الإيرانيين قاموا بزيادة وزن الرأس التفجيري لهذا الصاروخ من 500 كيلوغرام إلى 1500 أو 2000 كيلوغرام، لافتاً إلى أنّ الإيرانيين بإمكانهم ضرب الكثير من المرافق الحيوية في محيط إيلات وجنوب إسرائيل.
يُذكر أنّ محيط إيلات يضم عدداً كبيراً من القواعد الجوية والبرية الإسرائيلية، إلى جانب المفاعل النووي "ديمونا".
ولفت هارئيل إلى أنّ ما يعزز تحذيرات نتنياهو "حقيقة أنّه يستند إلى تقديرات الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية التي تؤكد أنّ إيران قررت محاولة جباية ثمن من إسرائيل، رداً على أي هجوم يستهدف مصالحها بهدف ردع تل أبيب عن مواصلة هذا السلوك"، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة "يحذر في جلسات مغلقة من خطورة أن تندلع مواجهة مع طهران في الوقت القريب".
ولفت أيضاً إلى أنّ "المخاوف من نوايا إيران دفعت سلاح الجو الإسرائيلي لتكثيف مناوراته وتدريباته"، مشيراً إلى أنّ "كل من يقطن بالقرب من قاعدة جوية في إسرائيل، يلاحظ بسهولة حجم الاستعدادات التي يجريها السلاح في هذه الأيام، للرد على أي هجوم إيراني".
واعتبر أنّ "ميل الولايات المتحدة الواضح للانسحاب من المنطقة، يفاقم من المخاوف بشأن نوايا إيران المستقبلية، سيما في أعقاب قرارها الانسحاب من سورية، والتخلّي عن حلفائها الأكراد".

أما المعلق العسكري لموقع "والاه" أمير بوحبوط، فقد اعتبر أنّ التحذيرات التي أطلقها نتنياهو من خطورة الترسانة الصاروخية الإيرانية "تفرض على الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تكثيف جمع المعلومات الاستخبارية عن الإمكانيات الحوثية سواء داخل اليمن، أو في محيطه".
وفي تحليل نُشر، اليوم الأربعاء، لفت إلى أنّ "مخاطر الترسانة الصاروخية للحوثي، كانت ضمن أمور أخرى، أحد الأسباب التي دفعت قيادة الجيش لزيادة الموازنة المخصصة لسلاح الجو، بهدف تمكينه من تعزيز الدفاعات الجوية".
ورأى بوحبوط أنّ التحدي الذي باتت تمثله الترسانة الصاروخية في اليمن، "يفرض على إسرائيل تكثيف تعاونها الاستخباري مع القوى التي تملك قدرات استخبارية في المنطقة".
وأشار إلى أنّ "الجيش سيأخذ بعين الاعتبار، عند صياغة خطته متعددة السنوات، حقيقة أنّ هناك احتمال أن تضطر إسرائيل للعمل عسكرياً في عمق إيران، في حال قررت تجاوز الاتفاق مع القوى العظمى والعودة لتخصيب اليورانيوم"، مشيراً إلى أنّ هذا التحدي "يفرض على إسرائيل التزود بقدرات تمكنها من شن هجوم ناجح، إلى جانب ضمان جمع معلومات استخبارية حيوية عن القدرات العسكرية الإيرانية".

المساهمون