جلسة أممية: المجاعة تهدد 17مليون يمني...وولد الشيخ يعرض خطته

18 اغسطس 2017
دعوات لأطراف النزاع في اليمن للتفاوض (الأناضول)
+ الخط -

عبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لحالة الطوارئ، ستيفن أوبراين، عن خيبة أمله الشديدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، مبيناً أن 17 مليون يمني يواجهون المجاعة. وجاءت أقوال أوبراين خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، في نيويورك، وتحدث خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.


وفي حين عرض ولد الشيخ أحمد اللحظات الحرجة والصعبة التي يعيشها اليمنيون، أشار إلى خطة من بندين، تنص على استمرار عمل ميناء الحديدة، وتسليم الميناء إلى لجنة يمنية مكونة من شخصيات عسكرية ومدنية، تحت تدريب وإشراف الأمم المتحدة. وتعمل تلك اللجنة على التدفق السلس للمساعدات من خلال الميناء إلى كافة أرجاء اليمن. 

وقال إنه يعمل بموازاة ذلك على إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لتيسير عمليات الاستيراد والتصدير، مشيراً إلى دعوته للحوثيين لمناقشة المقترحات التي تقدموا بها في بلد ثالث، وتمنى أن يلتزموا بحضور الاجتماعات بأقرب وقت ممكن.

كما لفت إلى "استمرار جماعة الحوثيين في قصف الأحياء المدنية بتعز، وإطلاق صواريخ باليستية باتجاه المملكة العربية السعودية". وقال "تعد هذه الهجمات دليلا آخر على التهديد المتزايد للأمن البحري. وشهدنا أخيرا أعمالا قتالية على طول الحدود اليمنية السعودية وتصاعد القتال بغرب تعز والطرق التي تربط تعز بالحديدة". وحذر من أنه كلما طال أمد الصراع، ازداد خطر الجماعات الإرهابية. 

وعن جولاته التي شملت عمان والإمارات والسعودية ومصر وإيران، أوضح أنّ "الإجماع ما زال قائما على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة، وأن هناك وحدة صف دولية، إلا أن أطراف النزاع يفوتون الفرصة تلو الأخرى، وبعض المعنيين بالنزاع يريدون الاستفادة من الانشقاق الداخلي لمصالح شخصية. وبما أن الوضع السياسي حرج، لا بد من اتخاذ إجراءات لتحييد المسار الإنساني ومنع وقوع البلاد بشكل أكبر بالمجاعة والمرض".



بدوره، قال وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، إن الحكومة الشرعية مستعدة لتقديم "كل التنازلات مهما كانت صعوبتها من أجل السلام"، ومنها فتح مطار صنعاء، في حال وافق "الحوثيون" على تسليمه لموظفي الدولة بإشراف أممي.

وأعرب المخلافي عن تقديره "للمناشدات الدولية بفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات رغم كل المخاوف والمخاطر الأمنية المتعلقة بالمطار وتشغيله من قبل الحوثيين".

وفي الوقت نفسه، أعرب المسؤول اليمني، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، عن استغرابه "لعدم سماع أية مناشدة أو تأنيب للضمير الإنساني على الحصار الجائر على مدينة تعز، من قبل مليشيا الحوثي"، مشيراً إلى أن سكان تعز "يشعرون بأن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين".

ولفت الوزير اليمني إلى أنهم قبلوا "بكل المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، وسيظلون منفتحين على كل الأفكار والمقترحات".

ودعا المخلافي مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى "الضغط على الانقلابيين من أجل القبول بهذه المقترحات والذهاب بنوايا صادقة وعقول منفتحة للسلام إلى طاولة المشاورات".

وجدد تأييد "الحكومة الشرعية للمقترحات والأفكار الأخيرة التي طرحها ولد الشيخ والمتمثلة بترتيبات انسحاب المليشيا من محافظة الحديدة، في ضوء مشاورات السلام في الكويت العام الماضي".

وأشار المخلافي إلى أنه ما كان يمكن لجماعة الحوثي التي وصفها بـ"العصابة"، أن تستمر في رفض كل مقترحات السلام وترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية لولا "الدعم المادي والعسكري واللوجيستي المستمر من قبل إيران".

بدوره، عرض أوبراين ثلاثة تحديات تواجه اليمنيين، وهي المجاعة والكوليرا والصراع، مشيراً إلى أن المأساة في اليمن من صنع أطراف النزاع ويمكن تفاديها. كما بيّن وجود 17 مليون يمني لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم القادمة، من بينهم سبعة ملايين مهددون بالمجاعة.

وأكد أن حوالي 25 في المئة من الشعب حرموا من الموارد المادية مع وقف الرواتب منذ تشرين الأول/ أكتوبر الأخير. وأضاف "التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ينوي الاستمرار بضرباته الجوية، حيث ارتفعت نسبتها بثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي".

وفي حين لفت إلى أن جميع أطراف النزاع تستمر بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، أكد أن هناك حاجة ماسة لفتح مطار صنعاء، وأنه لا توجد أي إمكانية أخرى للالتفاف حولها إذا أرادت الأطراف المعنية حل الأزمة الإنسانية. وناشد جميع الأطراف السماح بدخول المساعدات الإنسانية والعاملين بالمجال الإنساني.

وفي ما يخص المساعدات الإنسانية، أكد أن الخطة الطارئة تحتاج 2.3 مليار دولار لم تحصل الأمم المتحدة إلا على 30 بالمئة منها. وطالب بحماية وفتح جميع الموانئ والمطارات للمساعدات الإنسانية والمدنيين الذين يحتاجون إلى الدخول والخروج. كما طالب بالضغط على أطراف الصراع لكي تحترم المدنيين والبنية التحتية. كما طالب بدفع رواتب الموظفين وبشكل كامل لأن ذلك سيساعد على عدم انهيار مؤسسات الدولة بشكل كامل.

كذلك، شدد على ضرورة محاسبة جميع الأطراف التي ارتكبت الجرائم في اليمن، وتحدث عن وجود جهات مختلفة تقوم بجمع المعلومات والأدلة من أجل المحاسبة على جرائم الحرب التي تم ارتكابها، مناشداً أطراف النزاع الوقف الفوري للقتال، والعودة لطاولة المفاوضات.