القوات الكردية تطبق على ريف حلب الشمالي بفضل روسيا

رامي سويد

avata
رامي سويد
17 فبراير 2016
19CA0883-5E2A-4D99-8DC0-2DB827998FDC
+ الخط -
تمكنت قوات "حماية الشعب" الكردية وقوات "جيش الثوار" الحليف لها ضمن "قوات سورية الديمقراطية"، من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تل رفعت، وبلدات كفر نايا وكفر ناصح وقرى الشيخ هلال والشيخ عيسى، بعد انسحاب قوات "الجبهة الشامية" و"لواء الفتح" التابع لحركة "أحرار الشام" المعارضة، إثر تعرّضها لاستنزاف كبير نتيجة القصف الروسي المستمر، المتزامن مع الهجوم البري للقوات الكردية و"جيش الثوار".

يوضح مصدر في قوات المعارضة، لـ"العربي الجديد"، أن "الغارات الروسية اليومية على المدينة، التي كانت بمعدل ثلاثين إلى أربعين غارة يومياً، مع عدم وصول أي إمدادات لقوات المعارضة التي تدافع عنها، واضطرار عناصرها للقتال بشكل متواصل لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة، أجبرها على اتخاذ قرار الانسحاب من بلدة كفرنايا وقرية الشيخ هلال لتعزيز مواقعها في مدينة تل رفعت".

يضيف: "إلا أن استمرار استنزاف قوات المعارضة المتزامن مع عدم وصول أي إمدادات لها من جانب الحدود التركية المغلقة، أجبرها مساء أمس الثلاثاء، على اتخاذ قرار الانسحاب من تل رفعت وبلدات كفر ناصح ومسقان واحرص، لتتركها خالية، قبل أن تسيطر القوات الكردية وجيش الثوار على تل رفعت وبلدة كفرناصح وقرية الشيخ عيسى، وتنتشر قوات النظام في بلدتي مسقان وأحرص، اللتين بقيتا خاليتين".

ميدانياً، تواصل تراجع قوات المعارضة ظهر أمس، مع إعلان المتحدث باسم "جيش الثوار"، الحليف للقوات الكردية على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن "قوات سورية الديمقراطية توصلت إلى اتفاق مع قوات المعارضة في مدينة مارع، على أن تدخل قوات جيش الثوار إليها من دون قتال، وتصبح تحت سيطرة جيش الثوار لتجنيبها مصير تل رفعت".

بهذا باتت سيطرة قوات المعارضة في القسم الشمالي من ريف حلب الشمالي، تقتصر على مدينة إعزاز والقرى المحيطة بها، ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، في منطقة تزدحم بآلاف النازحين يعانون من أوضاع كارثية قرب الحدود التركية ـ السورية، مع استمرار إغلاق الحدود في وجههم، في ظلّ عدم وصول ما يكفي من الخيم والمساعدات لمساعدتهم على مواجهة ظروف البقاء في العراء تحت أشجار الزيتون.

اقرأ أيضاً سورية: غارات روسية بدرعا والوحدات الكردية تحاول التقدم بحلب

ودفعت قوات المعارضة شمال حلب، ثمن الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له منذ مطلع الشهر الجاري حين بدأ هجوم قوات النظام والمليشيات الحليفة، التي تمكنت من فتح طريق إلى بلدتي نبّل والزهراء. بالتالي قطع كل طرق الإمداد عن قوات المعارضة التي بقيت في القسم الشمالي من حلب، بعد أن تم فصلها بشكل كامل عن بقية قوات المعارضة في حلب وريفها الغربي.

يبدو أن تركيا، الحليف الجار للمعارضة السورية شمال حلب، اضطرت للوقوف مكتوفة الأيدي أمام هذه التمدد الكبير للقوات الكردية على حساب حلفائها في المعارضة، بسبب الضغوطات التي تعرضت لها مع مطالبة الولايات المتحدة لها بإيقاف قصفها المدفعي على مواقع القوات الكردية، ودعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد أمس للنظر في موضوع القصف المدفعي التركي على المواقع التي تقدمت لها القوات الكردية شمال حلب.

في كل الأحوال تمكنت القوات الكردية من تحطيم جميع الخطوط الحمراء التي وضعتها تركيا، وسيطرت فعلياً على معظم مناطق ريف حلب الشمالي، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر على سيطرة القوات الكردية وحلفائها على سد تشرين الواقع على نهر الفرات، وبالتالي عبورها نهر الفرات نحو الضفة الغربية غير مكترثة بالتصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك باعتبار ذلك خطاً أحمر لن تقبل به تركيا.

يعني التمدد الكبير لقوات "حماية الشعب" الكردية وحلفائها في "قوات سورية الديمقراطية" سيطرة هذه القوات على كامل المناطق السورية، المقابلة للحدود السورية ـ التركية، من ريف الحسكة شرقاً حتى منطقة عفرين، في أقصى شمال غرب حلب، بمسافة تزيد على 700 كيلومتر. هو أمر كان يبدو أن تركيا لن تقبل به، لكنه أصبح قريباً من التحقق مع بقاء مدينة إعزاز ومعبر باب السلامة فقط بيد المعارضة، والمناطق الممتدة بين مدينة جرابلس وبلدة الراعي، شمال شرق حلب بيد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

على هذا الأساس، يبدو أنه من المتوقع أن تكون وجهة القوات الكردية وحلفائها التالية هي مهاجمة مناطق "داعش" بريف حلب الشرقي للقضاء على وجود التنظيم في المنطقة بإسناد من الطيران الروسي أو طيران التحالف الدولي أو كليهما، لتكون القوات الكردية المستفيد الأكبر وتنجح فعلاً بوصل مناطق سيطرتها في منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي بمناطق سيطرتها الجديدة بريف حلب الشمالي.

من جهتها، أفادت مصادر محلية في مدينة حلب، بأن "وحدات حماية الشعب" الكردية ومجموعات أخرى تتحالف معها، حاولت اقتحام حيي الهلك وبستان الباشا، الواقعين في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة السورية من مدينة حلب، فيما سيطرت قوات النظام صباح أمس، على المحطة الحرارية الواقعة شمال السفيرة بريف حلب الشرقي، بعد انسحاب مسلحي "داعش" منها. وذكرت مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد"، أن "الاشتباكات تزامنت مع غارات روسية استهدفت فصائل المعارضة التي تمكنت من أسر عددٍ من القوات المهاجمة لحيي الهلك وبستان الباشا" الواقعين شمال شرقي مدينة حلب.

إلى ذلك، تقدمت قوات النظام السوري بريف حلب الشرقي اليوم، وأحكمت سيطرتها على المحطة الحرارية، الواقعة على طريق حلب ـ الرقة، شمالي بلدة السفيرة بنحو عشرة كيلومترات، وذلك بعد انسحاب مسلحي "داعش" منها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية مدعمة بقصف مكثف للطائرات الحربية والمروحية السورية والروسية، تمكنت من استعادة السيطرة على المحطة الحرارية، بعد توقفها منذ نحو عامين عن العمل، عقب سيطرة التنظيم على المحطة الحرارية".

اقرأ أيضاً: دي ميستورا يطالب دمشق بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
المساهمون