جولة جديدة من مفاوضات المعارضة والروس بشأن درعا... والنظام يضغط ميدانياً

06 يوليو 2018
تطالب روسيا المعارضة بتسليم السلاح الثقيل (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت، اليوم الجمعة، جولة جديدة من المفاوضات، بين وفد المعارضة السورية، ووفد روسي في محافظة درعا جنوب سورية، وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق، يقضي ببدء فصائل المعارضة تسليم سلاحها الثقيل، مقابل وقف القصف والحصار والعمليات العسكرية.

وقال عضو الوفد المفاوض قاسم نجم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجولة الجديدة بدأت دون جدول محدد".

غير أنّ المنسق العام لـ"فريق إدارة الأزمة" في درعا عدنان المسالمة، أعرب في تسجيلات صوتية عن اعتقاده بأنّه "سيتم توقيع اتفاق مبدئي مع روسيا لتسليم السلاح الثقيل بشكل تدريجي، ويتبع ذلك بدء محادثات جديدة لإبرام اتفاق كامل".

وأضاف المسالمة، أنّ "الأمور حول المنطقة الجنوبية في طريقها للحل، ويجب أن نعطي الروس شيئاً ليتوقف القصف، لذلك طلبنا تأجيل المفاوضات إلى اليوم".


وكان من المفترض أن تجري المفاوضات، أمس الخميس، لكن الناطق باسم "غرفة العمليات المركزية بالجنوب السوري" التي تمثل مفاوضي "الجيش السوري الحر"، قال إنّ "سبب تأجيل المفاوضات يعود إلى أنّ الطريق غير آمن".

وانتهت جولة مفاوضات، الأربعاء، بين الطرفين، دون نتائج، بسبب الخلاف حول تسليم السلاح الثقيل، وتلى ذلك عمليات قصف مكثفة للطيران الروسي وقوات النظام، تخللها تقدم للأخيرة، في القطاع الجنوبي الشرقي في محافظة درعا باتجاه الحدود الأردنية.

وقالت مصادر متطابقة، إنّ وفد المعارضة أدخل تعديلات على مقترحاته للتفاوض، والتي قدّمها، خلال الأيام الماضية، أبرزها الموافقة على تسليم السلاح الثقيل تزامناً مع انسحاب قوات النظام من المناطق التي تقدّمت فيها، خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي بدأت، في 20 يونيو/حزيران الماضي، بينما وافق الجانب الروسي على طلب وفد المعارضة فتح المجال للمقاتلين غير الراغبين في البقاء جنوب سورية، للمغادرة إلى شمال البلاد، حتى عدد 6 آلاف مقاتل.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن متحدث باسم المعارضة السورية، قوله إنّ "الوساطة الأردنية
نجحت في إعادة مفاوضي المعارضة إلى الطاولة مع الضباط الروس".

وفي وقت سابق، طالبت الفصائل المقاتلة في جنوب سورية، برعاية أممية للمفاوضات التي تجري مع روسيا، منذ 4 أيام، في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.


وتطالب روسيا الفصائل المعارضة بتسليم السلاح الثقيل، قبل الشروع بالخطوات الأخرى، كما تطالب بتسليم معبر نصيب الحدودي السوري مع الأردن للنظام السوري، وتصعّد من عمليات القصف عقب كل فشل في المفاوضات.

وكانت "غرفة العمليات المركزية في الجنوب"، طرحت، خلال الأيام الماضية، خريطة طريق تتضمن وقف الأعمال القتالية، مقابل السماح لمؤسسات الدولة المدنية بالعمل مجدداً، وأن تتولى إدارة مدنية شؤون معبر نصيب، على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع مقاتلي الفصائل بحمايته.

كما طرحت المعارضة التسريع بتطبيق بنود اتفاق أستانة الخاص بملف المعتقلين والمخطوفين لإطلاق سراحهم، والبدء بتبادل الجثث والقتلى من الطرفين، وتسوية أوضاع المنشقين بما يضمن سلامة وعدم ملاحقة أي منهم. لكن المفاوضات فشلت، بسبب إصرار الجانب الروسي على تسليم السلاح الثقيل فوراً، وعدم السماح لرافضي التسوية بمغادرة درعا.


ورأى مراقبون أنّ روسيا والنظام السوري يسعيان، كما يبدو، إلى تحقيق مزيد من التقدم على الأرض، بهدف الضغط على المفاوضين وإجبارهم على تقديم تنازلات سريعة.

وتقول مصادر النظام إنّ قوات الأخير باتت على بعد 3 كيلومترات فقط من معبر نصيب، وبحال سيطرت قوات النظام على المعبر، ستفقد المعارضة ورقة كانت تحاول المساومة عليها خلال الفترة الماضية.

ويطرح تقدم قوات النظام باتجاه المعبر، تساؤلات حول مصير عشرات آلاف اللاجئين الموجودين في محيطه، منذ بدء عمليات النزوح قبل أسبوعين.

وأجبرت العملية العسكرية للنظام السوري وحليفته روسيا، في محافظة درعا، عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.

وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.