الخرطوم تستعد لانطلاق المفاوضات بين سلفاكير ومشار غداً

24 يونيو 2018
محمد أحمد أكد حرص بلاده على إنجاح المفاوضات(أشرف شاذلي/AFP)
+ الخط -
أكدت الحكومة السودانية، اليوم الأحد، اكتمال استعداداتها لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات، غدًا الإثنين، بين رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميرانديت، وزعيم المتمردين، رياك مشار، تستمر، وعلى غير العادة، لمدة 15 يومًا.

وقال وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، إن المفاوضات بين سلفاكير ومشار ستتم بوساطة مباشرة من الرئيس السوداني، عمر البشير، وستسير استنادًا إلى مقررات القمة الأخيرة لمنظمة التنمية الحكومية (إيغاد)، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستناقش كذلك فرص تاهيل اقتصاد دولة جنوب السودان الذي يمر بظروف بالغة التعقيد.

وأضاف الوزير، أن العملية التفاوضية في الخرطوم تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنرويج، باعتبارها شركاء لـ"إيغاد"، إضافة لحصولها على مساندة من كآفة دول الإقليم، مبينًا أن الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، سيشارك غدًا في الجلسة الافتتاحية، على أن تستمر الجلسات بين وفود التفاوض لمدة 15 يومًا سيبقى فيها الزعيمان في الخرطوم، "إلا إذا اضطرت الظروف رئيس حكومة الجنوب للمغادرة".

وأكد محمد أحمد، أن للسودان مصلحة في إنجاح مفاوضات السلام في الدولة الوليدة، وفي إعادة تاهيل اقتصاد الجنوب، حتى تتمكن الخرطوم من الاستفادة من العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة ما يتصل بالتعاون في مجال النفط، نافيًا وجود أية دوافع سرية للخرطوم في استضافة المفاوضات، لكنه استدرك بقوله "ليس من العيب أن يبحث السودان عن مصالحه في خطواته الدبلوماسية".
وحول الإقامة الجبرية المفروضة بجنوب أفريقيا على مشار، قال الوزير السوداني، إن مشار سيبقى في الخرطوم طوال أيام التفاوض، وبعد ذلك من حقه المغادرة إلى أي بلد، باستثناء البلدان التي تقع في محيط جوار دولة جنوب السودان، وذلك بموجب قرارات قمة "إيغاد".

وكان مشار قد وصل إلى الخرطوم، عصر اليوم، قادماً من جنوب أفريقيا، وسط ترتيبات أمنية مشددة وفرتها له السلطات السودانية، حيث كان في استقباله بمطار الخرطوم الدولي، وزير الخارجية السوداني، في حين رفض مشار الإدلاء بأية أحاديث للصحافيين.

وراهن وزير الخارجية السوداني على نجاح جولات التفاوض، عازيًا ذلك إلى رعاية الرئيس البشير لها، باعتباره الأكثر إدراكًا من بين الرؤساء والزعماء لطبيعة الأزمة في جنوب السودان، على حد قوله، وتبعًا لدخول العامل الاقتصادي في المعادلة التفاوضية كذلك، نافيًا بشدة وجود مقترحات أثناء المفاوضات لإعادة الوحدة بين السودان وجنوب السودان.

وفي رده على سؤال لـ"العربي الجديد" حول خطة الخرطوم لتقريب شقة الخلاف بين الطرفين فيما يخص قسمة السلطة والترتيبات الأمنية ونظام الحكم، قال الدرديري محمد أحمد، إن المفاوضات ستبدأ من حيث المقترحات التي قدمتها سكرتارية "إيغاد"، وإنه سيسعى للتدخل كل مرة للتقريب بين الجانبين، مع حرصه الشديد على طرح مقترحات أخرى بشأن المعالجات الجذرية الخاصة بجمع السلاح وعدم تجييش القبائل، وتخصيص موارد البترول في غير الحرب، مؤكدًا أن السودان سيتقدم بتلك المقترحات دون فرضها على المتفاوضين.