جددت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، هجومها على مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشماليّ، فيما أحبط مقاتلو الأخيرة محاولة "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة على طريق الكاستيللو في مدينة حلب.
وأفادت حركة "أحرار الشام الإسلامية" عبر حساب "الجبهة الإسلامية" في تويتر، بأنّ "مقاتليها صدّوا محاولة قوات النظام ومليشيات تواليها التقدم نحو قرية وتل الحدادة في جبل الأكراد شمال اللاذقية، حيث أوقعوا عشرات القتلى في صفوفها".
بدورهم، قال ناشطون محليون لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام مدعومة بمليشيات مختلفة حاولت في وقت سابق اليوم، التقدم نحو مناطق الكبينة ومرتفعات تحيط بها في جبل الأكراد بهدف استكمال سيطرتها على مواقع المعارضة المسلّحة هناك".
وترافق هذا الهجوم مع قصف جويّ مكثّف تمثّل بعشرات الغارات شنّتها طائرات حربيّة روسيّة وأخرى مروحية تابعة للنظام، وذلك بعد نحو أسبوعين من سيطرة الأخير على بلدة كنسبا أكبر البلدات التي كانت تحتفظ المعارضة بها، بعد خسارتها لبلدتي سلمى وربيعة (مركزي جبلي الأكراد والتركمان) في شهر كانون الثاني/ يناير الفائت.
وكانت صواريخ بالستية أطلقتها بوارج روسية متمركزة في البحر المتوسط قد استهدفت أمس الثلاثاء، مناطق قرب جسر الشغور في ريف إدلب الغربيّ والمحاذي لقرى وبلدات جبل الأكراد شمال اللاذقية، موقعة ستة قتلى بين المدنيين.
من جهةٍ أخرى، أوضح مصدر من تجمّع "ربيع ثورة"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أمير جماعة الأنصار المبايعة سراً لتنظيم الدولة في مخيم اليرموك المدعو (أبو خضر) قتل اليوم بعد إصابته بجروح خطيرة في العنق، مع أربعة عناصر على الأقل من "تنظيم الدولة" خلال اشتباكات عنيفة استمرت لليوم الثاني بين الأخير مدعوماً بجماعة الأنصار من جهة، وجبهة النصرة من جهة أخرى في مخيم اليرموك قرب دمشق".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يستغل الهدنة ويتقدم في غوطة دمشق الشرقية
وشنّ التنظيمان، وفق المصدر، "حملات اعتقال واسعة طاولت عشرات من عناصرهما، قبل أن تتطور إلى اشتباكات عنيفة اندلعت في شوارع عدة داخل المخيم بينها شارع الجاعونة ومحيط مسجد عبد القادر الحسيني".
وبحسب المصدر عينه فإنّه "لم يعرف سبب هذه المواجهات بين التنظيمين المتحالفين سابقاً، لكنّ مصادر أشارت إلى أنه لا يوجد سبب حقيقي لذلك، إلا أن هناك مصلحة لتنظيم الدولة في افتعال صراع في هذه المرحلة للتغطية على مواضيع عديدة، بينها صفقة النحاس مع النظام، وخروج أبو سالم العراقي، وعشرات الجرحى من عناصره إلى العراق عن طريق نظام الأسد".
وكان مخيم اليرموك قد شهد في الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الفائت اشتباكات محدودة وعمليات اعتقال متبادلة بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة على خلفية إصابة أمير أمنيي الأخير ومقتل عدد من قياداته جرّاء انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم في حي الحجر الأسود قرب اليرموك.
كذلك، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عن سقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى جرّاء قصف الطيران الروسيّ لمدينة الرقة شرقيّ سورية.
وأفادت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم "الدولة"، بأنّ "طائرات حربية روسيّة استهدفت بالقنابل العنقودية شركة المياه ومناطق أخرى في أطراف مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 71 آخرين بجروح".
وبحسب الوكالة، فإنّ "عملية انتحارية ضربت تجمعاً لعناصر الوحدات الكردية جنوب شرقي بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي لتوقع 14 قتيلاً منهم على الأقل".
بدورها، أوضحت حملة "الرقة تذبح بصمت"، أنّ "عدة غارات جويّة طاولت مدينة الرقة فاستهدفت مناطق الحوض والفروسية والبانوراما ما أدى إلى سقوط سبعة جرحى مدنيين".
وفي سياق آخر، أحبط مقاتلو المعارضة محاولة قوات سورية الديمقراطية السيطرة على طريق الكاستيللو في مدينة حلب، فيما اندلعت معارك عنيفة بين الطرفين على جبهة حيّ الشيخ مقصود، بالتزامن مع غارات جويّة روسيّة طاولت مناطق متفرقة هناك بينها حيي الهلك والحيدرية"، على ما ذكر ناشطون محليون لـ"العربي الجديد".
وجاء ذلك، وفق هؤلاء، بعدما هاجمت قوات سورية الديمقراطية منطقة السكن الشبابي في حيّ الأشرفية المطلّة على طريق الكاستيللو، المنفذ الوحيد الذي يصل مدينة حلب بريفيها الشمالي والغربي.
وفي جنوب البلاد، حيث أكّدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ "السيارة المفخخة التي ضربت مقراً إدارياً لفصيل جبهة ثوار سورية في بلدة العشه بقطاع القنيطرة الأوسط من جهة الغرب قرب هضبة الجولان المحتل، أسفرت عن مقتل القائد لعام للفصيل العسكري أبو حمزة النعيمي، الملقب (الكبس) مع عدد من القياديين والمقاتلين، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بينهم مدير المكتب الإعلاميّ للجبهة، معاذ النعيمي، وقائد فوج المدفعية، عبد الله الموسي".