وأكّد شهود عيان ومصادر أمنية لـ"العربي الجديد" أن "غارتين استهدفتا الصالة الكبرى الخاصة بالمناسبات والواقعة في منطقة الخمسين جنوب العاصمة صنعاء، عصر أمس، حيث كان يُقام عزاء بوفاة والد وزير الداخلية الموالي للحوثيين، جلال الرويشان، ونتج عنهما سقوط عشرات من القتلى والجرحى".
ووجهت جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر، الذي يقوده الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، أصابع الاتهام في الحادثة، إلى التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في حين نفى التحالف، في بيان له، أي عمليات جوية بمكان التفجير في صنعاء.
وأعربت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين جراء ما وصفتها بـالحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء"، السبت، مشيرة إلى أنها جاءت "جراء الأعمال القتالية الدائرة منذ استيلاء الانقلابيين على السلطة في البلاد".
وأوضحت قيادة التحالف في بيان صادر عنها نقلته وكال الأنباء السعودية أن "لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر".
وأضافت أنه "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأميركية والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق".
إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، إدانته استهداف "القاعة الكبرى"، مشيراً في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر" إلى أن: "جريمة القاعة الكبرى بصنعاء مدانة مثل جرائم قتل المدنيين في كل اليمن".
وأضاف أن: "الحل الحقيقي لمآسي الحرب هو السلام الذي يجب أن نعمل من أجله ونسعى إليه".
ووجهت مستشفيات في صنعاء "نداءً للمواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى والمصابين"، كما دعت "الطواقم الطبية للتوجه إلى المستشفيات لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين الذين يتوافدون على المستشفيات بالعشرات"، وفقاً لمصادر تابعة للحوثيين.
وأعلنت وزارة الصحة، التابعة لجماعة الحوثيين، أن الغارات تسببت في سقوط 450 بين قتيل وجريح، وبأن مستشفيات صنعاء لا تزال تستقبل الجرحى حتى الآن.
ونقلت وكالة الأنباء، التي يسيطر عليها الحوثيون، عن وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، عبدالسلام المداني، إن "عدد الضحايا جراء استهداف الصالة الكبرى في صنعاء، ارتفع إلى أكثر من 700 بين قتيل وجريح"، مشيراً إلى أن المستشفيات في العاصمة لا تزال تستقبل مزيداً من المصابين والقتلى، ولم يتسن على الفور التأكد من الحصيلة من مصدر مستقل.
وأدى القصف إلى اندلاع حريق في الصالة، والتي كان المئات من المُعزين يحضرون فيها، وتشير الصور إلى أن الغارات دمرت "الصالة الكبرى" بشكل شبه كامل. ولم يصدر على الفور تعليق من التحالف العربي أو من الحكومة اليمنية حول الحادثة.
إلى ذلك، أكد مصدر يمني مقرب من أمين أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، سابقاً، عبدالقادر علي هلال، لـ"العربي الجديد"، أنه قتل اليوم جراء الغارات الجوية التي استهدفت صالة للعزاء في صنعاء.
ويعد هلال من الشخصيات السياسية اليمنية المعروفة، والتي تقلدت مناصب حكومية مختلفة أبرزها محافظ حضرموت من عام 2001 وحتى عام 2007، كما عين وزيراً للإدارة المحلية، ثم وزيراً للدولة وأميناً للعاصمة صنعاء، وترأس لجان وساطة حكومية مع الحوثيين أكثر من مرة.