استياء أميركي من ظهور كوشنر ضمن فريق محاربة كورونا

04 ابريل 2020
يفتقد كوشنر لأي مؤهلات في المجال الصحي (فرانس برس)
+ الخط -
أثار  ظهور صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، ضمن فريق التصدي لفيروس كورونا في البيت الأبيض، الاستياء؛ نظرا لافتقاده الواضح للمؤهلات.

وقدّم مايك بنس، نائب ترامب، يوم الخميس، كوشنر، كوجه جديد على منصة المؤتمر الصحافي اليومي لفريق التصدي لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن كوشنر سيقوم بدور مركزي في استجابة الإدارة للوباء، ويتمثل دوره في العمل مع الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ للإشراف على توزيع الإمدادات الطبية للولايات التي تعاني من تفشي الوباء، مضيفا للصحفيين "نحن ممتنون لجهوده وقيادته".

ومع صعود كوشنر للمنصة، اتهم بعض المحافظين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بطلب الإمدادات من دون معرفة ما يحتاجونه بالضبط، وذلك ردا على الانتقادات المتعلقة بعدم تقديم الحكومة الفيدرالية ما يكفي لمساعدة المستشفيات في المناطق الساخنة. مقترحا أن يكون المسؤولون المحليون أكثر مرونة من حيث العثور على المعدات داخل ولاياتهم قبل التواصل مع الحكومة الفيدرالية.

 
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قال في إحدى المرات خلال الإحاطة "مفهوم المخزون الفيدرالي كان من المفترض أن يكون مخزوننا"، لكن وفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، فإن دور المخزون الوطني الاستراتيجي هو استكمال الإمدادات الحكومية والمحلية أثناء الطوارئ الصحية العامة.

وأضاف أن الأزمة الصحية كشفت عن القادة "المدراء الأفضل من غيرهم"، موضحا "بعض الحكام الذين تتحدث إليهم، أو أعضاء مجلس الشيوخ، لا يعرفون ماذا يوجد في ولايتهم"، مضيفًا لاحقًا: "لا تطلب منا الأشياء عندما لا تعرف ما لديك في ولايتك لمجرد أنك خائف، عليك أن تجري جردًا لما لديك في ولايتك ومن ثم عليك أن تكون قادرًا على إظهار أن هناك حاجة حقيقية".
 
وأثار ظهور كوشنر أسئلة وتعليقات حول ما إذا كان مؤهلاً للتعامل مع واجباته، فقد كان مقاولاً عقارياً وتحول إلى ناشر صحف وليست لديه خلفية طبية ولم تكن لديه أي خبرة في الحكومة قبل انتخاب ترامب في عام 2016.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في 18 مارس، أن كوشنر جمع فريقه الخاص من الحلفاء الحكوميين وممثلي الصناعة الخاصة للعمل جنبا إلى جنب مع فرقة العمل الرسمية الخاصة بفيروس كورونا في البيت الأبيض. الأمر الذي وصفه بعض المسؤولين بأنه "فريق عمل الظل"، إذ عقد فريق كوشنر رد الإدارة من خلال "إضافة طبقة أخرى من الارتباك وإشارات متضاربة".

وخلال المؤتمر الصحافي، يوم الخميس، رفض كوشنر وصف "فرقة عمل الظل"، وشدد على أنه "يخدم بتوجيه من نائب الرئيس". مضيفا أنه يتواصل باستمرار مع الأعضاء الرئيسيين في فرقة العمل الرسمية، بما في ذلك ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، وأنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.

أبدى كوشنر نبرة متفائلة؛ حيث امتدح قدرة الحكومة الفيدرالية على تلبية الطلبات المتزايدة على الإمدادات، مثل الأقنعة وأجهزة التنفس، رغم تجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة الربع مليون، مع أكثر من 6000 حالة وفاة.

وقال كوشنر "لقد فعلنا أشياء لم تفعلها الحكومة من قبل وأسرع مما فعلوه من قبل، وما نراه الآن هو أننا وجدنا الكثير من الإمدادات في البلاد"، وتابع "لقد قمنا بتوزيعها؛ حيث نتوقع أن تكون هناك احتياجات. ونحاول أيضًا التأكد من أننا نصل إلى الأماكن التي توجد فيها احتياجات".

وأوضح أن تخصيص الموارد يعتمد على البيانات المقدمة من المدن والولايات. مشيرا إلى أن العديد من الطلبات تتأثر بالتقديرات المتوقعة، والتي قال إنها "ليست التوقعات الواقعية".

وقال "ما لديك في جميع أنحاء البلاد هو أن الكثير من الناس يطلبون أشياء لا يحتاجونها بالضرورة في الوقت الراهن".

مشاركة كوشنر في المؤتمر الصحافي تمت مشاركتها على نطاق واسع من قبل المحافظين يوم الخميس، لكن العديد من النقاد جادلوا بأنه ليس الشخص الأنسب ليخاطب الجمهور بينما حياة الناس على المحك، مشيرين إلى افتقاره الواضح للمؤهلات.



وفي مقالة رأي لاذعة بعنوان "جاريد كوشنر سيقتلنا جميعاً"، وصفت ميشيل غولدبرغ، كاتبة العمود في صحيفة نيويورك تايمز، دور كوشنر الحالي، بأنه "تميُّز تم رفعه إلى مستوى الاعتلال الاجتماعي". وكتبت غولدبرغ: "لقد نجح كوشنر في ثلاثة أشياء بالضبط في حياته، لقد ولد لوالدين مناسبين، وتزوج جيدًا، وتعلم كيفية التأثير على والد زوجته. معظم مساعيه الأخرى - أكبر صفقة عقارية، وتورطه في ملكية الصحف، ومحاولته التوسط في اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين - كانت فاشلة".