أظهر تسجيل فيديو سربه ناشطون استمرار عمليات السرقة وتدمير المنازل والمساجد والمحال التجارية في مدينة الفلوجة، للأسبوع الرابع على التوالي، رغم مطالبة الحكومة المحلية في محافظة الأنبار من بغداد بسحب مليشيات "الحشد الشعبي" لتورطها في تلك الأعمال.
وأوضح تسجيل مسرب تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار عمليات حرق المنازل داخل المدينة، على يد عناصر مليشيات "الحشد الشعبي" وأفراد من الشرطة الاتحادية، التي تصور بنفسها عمليات الحرق وتتباهى بها على صفحاتها الخاصة.
وبدأت عمليات حرق المنازل وتفجير المساجد بعد سيطرة القوات العراقية على القاطع الجنوبي للمدينة، وزحفها نحو القاطع الشمالي. فبعد السيطرة على آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في حي الجولان، استباحت المليشيات المدينة بكاملها.
وكان قائد عمليات الفلوجة، الفريق عبد الوهاب الساعدي، قد أعلن بعد انتهاء العمليات في المدينة أن نسبة الدمار لا تتجاوز 5% لكن مجلس الأنبار كشف عن أن نسبة الدمار وصلت إلى 20 %. وتستمر هذه النسبة بالارتفاع مع استمرار عمليات الحرق وتفجير المنازل والمساجد والبنية التحتية في عموم المدينة.
وبعد إحراق مليشيات "الحشد" نحو 60 % من منازل الفلوجة، حسب المصادر، بدأت بتفجير الجوامع والمساجد. ووصل عدد المساجد التي فجرتها مليشيات "الحشد" خلال الأسبوع الماضي أكثر من 10 مساجد كبيرة تم تدميرها بشكل كامل.
ولم تفلح محاولات الشرطة المحلية في منع عمليات الحرق ولا مناشدات الوجهاء وأهالي المدينة الحكومة العراقية. ولم تتمكن حتى فرق الإطفاء من التقدم لإطفاء الحرائق في المدينة، بعدما منعتها مليشيات الحشد من ذلك، بحسب مصادر من الدفاع المدني في المدينة.
ولم يُستثنَ من ذلك حرق وتفجير المجمعات والمحال التجارية والطبية والصناعية، بعد سرقة محتوياتها ومعداتها بالكامل.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، حميد العلواني، إن "الحكومة المركزية والمحلية لا تملك أية سلطة داخل مدينة الفلوجة ولا تستطيع إيقاف الانتهاكات"، مؤكدا أن "السلطة بيد مليشيات الحشد ولا أحد يستطيع وقف أعمالهم".
وأضاف أن "عناصر من مليشيات الحشد قاموا بتهديد مسؤولين أمنيين ومحليين من مدينة الفلوجة بعد قيامهم بإغلاق الدوائر الخدمية المؤقتة، التي تم افتتاحها مؤخرا لغرض تأهيل الخدمات في المدينة".
إلى ذلك، قال مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "شاهدنا مئات العناصر يعيدون انتشارهم داخل أحياء الفلوجة ويقومون بحرق المنازل وتفجير منارات المساجد انتقاما لتفجير الكرادة" ببغداد.
وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، قد طالب في تصريحات صحافية الحكومة العراقية بـ " وقف عمليات تفجير المساجد وحرق المنازل داخل مدينة الفلوجة المحررة من سيطرة تنظيم داعش " وطالب وزارتي الدفاع والداخلية باعتقال من وصفهم بـ"المندسين".