جلسة طارئة للبرلمان العراقي بعد اغتيال سليماني.. وإيران تزيد دعمها للمليشيات

05 يناير 2020
رفع الدعم للمليشيات خطوة للرد على أميركا(أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
عززت هجمات بصواريخ الكاتيوشا، تعرضت لها المنطقة الخضراء وسط بغداد، وقاعدة بلد الجوية شمالي العاصمة، أحد أبرز المواقع العسكرية التي تستضيف قوات أميركية في العراق، من حالة التأهب الأميركية في البلاد، وسط استمرار رصد طائرات مسيرة بمحيط المنطقة الخضراء وقواعد ومنشآت تتواجد بها قوات أميركية. 

وعلى وقع استعداد البرلمان العراقي لعقد جلسة طارئة له ظهر اليوم، تخصص لمناقشة الهجوم الأميركي في بغداد، والذي أسفر عن مصرع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ومعاون قائد مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، فضلا عن ضباط وعناصر من الحرس الثوري و"الحشد"، أكدت مصادر مقربة من المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني، لـ"العربي الجديد"، أنه "يرفض تحويل العراق لساحة حرب". 

وأضافت المصادر أنه "على هامش مراسم تشييع جرت في النجف لقتلى الغارة، أوصلت حلقات مقربة من السيستاني للمسؤولين العراقيين وقادة فصائل مسلحة، وكذلك إيرانيين، رسالة مفادها أنه "يرفض تحويل العراق لساحة حرب أو أن يكون العراقيون وكلاء لأحد بأي حرب"، مضيفة أن "النجف، كما تدين الهجوم الأميركي، فإنها ستدين استخدام الأراضي العراقية لعمليات يكون القاتل والمقتول عراقيا"، مؤكدة أن "رأي النجف وصل إلى جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع في العراق".

وقبيل انعقاد جلسة البرلمان التي من المرجح فيها عرض مشروع تدعمه قوى سياسية مرتبطة بإيران يهدف لإخراج القوات الأميركية من العراق، أكد رئيس كتلة "الحل" البرلمانية جمال الكربولي، أن الأحزاب السياسية المسلحة تحاول إجبار النواب على حضور جلسة البرلمان لتمرير قوانين محددة وهو "ابتزاز سياسي".

وقال الكربولي، في تغريدة له على "تويتر"، إن "الابتزاز السياسي الذي تمارسه الأحزاب السياسية المسلحة لإجبار السياسيين السلميين على حضور جلسة البرلمان لتمرير قوانين محددة لصالح تلك الأحزاب حصرا، وتهديدهم بالرسائل الإعلامية الملغمة، هو ذات السلوك المتعجرف الذي تمارسه تلك الأحزاب مع المواطنين في ساحات التظاهر". وتابع قائلا إن "الابتزاز السياسي لن يصادر قرارنا العراقي". 

في المقابل، كشفت مصادر في "الحشد الشعبي" أن إيران قررت زيادة دعمها العسكري والمالي واللوجستي للمليشيات المرتبطة بها في العراق وسورية تحديداً. 

وبحسب المعلومات التي عرضتها "العربي الجديد" على نائب في البرلمان عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد"، وأكد صحتها، فإن "رفع مستوى الدعم خطوة أولى للرد على الأميركيين، ومن المتوقع لقائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قاآني أن يقوم بجولة أولى له في المنطقة بصفة "زيارات لتعزيز التعاون الأمني"". 

واعتبر النائب أن "مثل هذا القرار له دلالة خاصة، ويأتي مع توالي تخفيض دول غربية لبرامجها العسكرية في العراق المتعلقة بالتدريب أو الدعم، ما ينذر بمرحلة مختلفة كليا ومعادلة تفرضها الأحداث على العراق". 

وكشفت مصادر عراقية مقربة من مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية المرتبطة بإيران، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنه "تم تحديد المواقع الأهم للقوات الأميركية في العراق من أجل الرد على الهجوم الأميركي، لكن حتى الآن لم يصدر القرار، وعند صدوره لن يستغرق تنفيذ الهجمات أكثر من ساعة". 

وأوضحت أن "المؤسسة الدينية في إيران اتخذت قرارها بوجوب الرد، وبدا ذلك واضحاً من رفع راية الثأر الحمراء ليلة الجمعة على سطح مرقد الإمام الرضا في مشهد ومقام الإمام المهدي في قم، مع تصاعد ضغط الحرس الثوري على إيران للرد".

واعتبرت أن" الإيرانيين حتى الآن متفقون على الرد، لكن متى وأين وكيف هو ما سيتم تحديده من الإيرانيين، لسبب بسيط، أن أي عملية لأي فصيل في العراق سيكون معناها هجوماً إيرانياً".

وتابع "هناك جهات وشخصيات حكومية مهمة تحاول الضغط والتوسط، من أجل إيقاف أي عمل عسكري ضد المصالح والأهداف الأميركية في العراق، من قبل الفصائل المسلحة، لكنها لا يبدو أن لها تأثيراً في الوقت الحالي". 

ووصف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الأحد، "كتائب حزب الله" العراقية بـ"العصابات الإيرانية"، مؤكدا أن الأخيرة طالبت القوات العراقية بالتخلي عن حماية المواقع الأميركية في البلاد.

وقال بومبيو، في تغريدة له على "تويتر"، إن "عصابات كتائب "حزب الله" التابعة لإيران تطلب من القوات الأمنية العراقية التخلي عن واجبها بحماية السفارة الأميركية في بغداد وغيرها من المواقع التي يعمل فيها الأميركيون جنبا إلى جنب مع الشعب العراقي الطيب".

المساهمون