محاولات مصرية للتنصل من بنْد تبادل الأراضي بـ"صفقة القرن"

16 أكتوبر 2018
ترامب والسيسي خلال لقائهما في نيويورك (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر مصرية، تحدثت مع "العربي الجديد"، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإسرائيل تمارسان ضغوطاً واسعة أخيراً على مصر لتمرير ملف تبادل الأراضي، الذي تتضمنه خطة ترامب لتسوية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

وبحسب المصادر، فإن صهر ترامب، مستشاره جاريد كوشنر، تطرق أخيراً في حديث مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، إلى مسألة تسريع خطوات خطة ترامب لتسوية النزاع، من خلال البدء في خطوات فعلية بشأن ملف سيناء وذلك عبر تحركات تمهيدية تتعلق بالأوضاع المعيشية لأهالي قطاع غزة، من خلال الشروع في تأمين مرافق خدمية لهم في شمال سيناء.

ووفقاً للمصادر، فإن كامل أبلغ كوشنر بصعوبة التحرك في ملف مبادلة أراضي سيناء لتوطين الفلسطينيين نظراً لخطورة مثل تلك التصورات على مستقبل النظام السياسي بالكامل. وشدد على أن الشارع المصري لن يقبل بذلك تحت أي مبرر، وهو ما قد يعرّض أمن المنطقة برمتها للخطر.

ولفتت المصادر إلى أن كامل طرح بدائل لكوشنر من شأنها تسريع الخطوات في الوقت الراهن للإعلان الرسمي عن الخطة من خلال الضغط على أطراف المشهد الفلسطيني، لتحقيق تقدم على الأرض بشأن الخطوات الأوّليّة للخطة.
وبحسب المصادر، فإن النظام المصري عرض التعاون الكامل من خلال بذْل الجهود في ما يتعلق بحدود الأراضي الفلسطينية الحالية، عبر أداء دور لدى الأطراف الفلسطينية، بدون التطرق لمسألة سيناء وتوطين أهالي قطاع غزة في أجزاء منها نظراً لصعوبة تمرير مثل تلك المقترحات. يضاف إلى ذلك أن الحديث بشأن هذه المقترحات يشكل خطورة على مستقبل النظام، خصوصاً أنه يوجد رفض مؤثر من رتب عليا ووسطى في صفوف القوات المسلحة المصرية. ويخشى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن يحدث هذا الرفض خلخلة واسعة في سيطرته على قيادات المجلس العسكري.
وأشارت المصادر إلى أن مطلب كوشنر أثار مخاوف واسعة لدى النظام المصري خشية تمسك الإدارة الأميركية به أو ربطه بأي مصالح مشتركة خلال الفترة الحالية. ولفتت إلى أن النظام المصري يراهن طوال الوقت على عنصر الوقت بتأجيل الحديث بشأن ملف تبادل الأراضي، وربطه بإحداث اختراق أكبر في المواقف الفلسطينية الداخلية أولاً.
وشددت المصادر على أن هناك قناعة لدى النظام المصري برفض مسألة تبادل الأراضي، وتنسيق المواقف مع حركة حماس وفصائل قطاع غزة بشأنها، للتأكيد على رفضها بشكل تام، وحذف ذلك البند من التصور النهائي لخطة ترامب، والذي من المقرر إعلانه خلال شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير، على حد تعبير المصادر.

وكشفت المصادر أن حديث السيسي الأخير، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر، والذي أكد خلاله أن الجيش الذي حقق انتصاراً في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973 قادر على تكراره، مع أي طرف، وكذلك تأكيد السيسي تطهير سيناء بشكل كامل، حمل رسائل للطرف الأميركي. واستدركت المصادر بالقول إنه "ليس معنى هذا أنه يناوئ الإدارة الأميركية، لكنه يريد أن يوضح لهم مدى تأثير مثل تلك الخطابات على الشارع المصري".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، قد قال خلال تشييع فلسطينيين استشهدوا خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة، السبت الماضي إن المسيرات "لن تقنع بالحلول الجزئية ولا المنقوصة، وثورة الشعب مستمرة حتى إنهاء الحصار، وتحرير القدس والعودة". وأضاف هنية "غزة تقاوم لإسقاط صفقة القرن، والذين يقولون إن هناك مشروع توطين في سيناء نقول لهم إن غزة أسقطته في الماضي، ووجهة غزة ستكون إلى الشمال وليس الجنوب"، داعياً المتظاهرين لمواصلة مسيراتهم حتى إنهاء الحصار عن القطاع.
وكان وفد موسع من حركة حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، قد زار القاهرة أخيراً وعقد نحو خمسة لقاءات موسعة مع قيادات جهاز المخابرات وعلى رأسهم عباس كامل، وجرى خلال تلك اللقاءات حديث موسع بشأن الخطة الأميركية.

المساهمون