بقايا "العمال الكردستاني" تقلق سنجار العراقية: نفوذ وتصفية حسابات

01 يوليو 2018
يؤثر بقاء "الكردستاني" على أمن سكان سنجار (Getty)
+ الخط -

رغم مرور نحو شهرين على الإعلان عن انسحاب آخر عناصر "حزب العمال الكردستاني" من مدينة سنجار، على بعد 120 كيلومتراً شمال غرب الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، إلّا أنّ مسؤولين في المدينة أكدوا بقاء الكثير من عناصر الحزب فيها مع أسرهم.

وأشار المسؤولون إلى أن "سطوتهم ونفوذهم داخل المدينة لا يزالان واضحين"، محذرين من خطورة هؤلاء العناصر الذين يؤثرون على أمن البلدة وأمن شمالي العراق، وسط مطالبات بإخراج هذه الجماعة وعدم جعل البلاد ساحة لتصفية حساباتها.

وقال مسؤول محلي في البلدة لـ"العربي الجديد"، إنّ "بقايا عناصر حزب العمال الكردستاني في سنجار ليسوا قليلين، وأنّ إعلان الانسحاب لم يطبق"، مؤكداً وجود "تحركات لهذا الحزب، وتجمعات مثيرة للقلق بالنسبة لنا".

وشدد المسؤول على أن "بقاء هؤلاء العناصر هو تهديد لأمن البلدة، ويجب انسحابهم منها، وخروجهم من شمال العراق، وألا يجعلوا منه ساحة لتصفية حساباتهم"، محملاً الحكومة المركزية "مسؤولية التعامل مع هذا الملف، وبسط سيطرتها على كافة المناطق، ومنع وجود أي جماعة تؤثر على أمن البلاد".

وأشار إلى أنّه "لا يمكن أن يستمر تحمل المدنيين لمسؤولية هذا الصراع، ودفعهم الثمن من سلامتهم وأمنهم وراحتهم"، لافتاً إلى أنّه "بسبب وجود هذا الحزب، والقصف التركي الذي يستهدفه، نزحت عشرات العوائل من ديارها، خوفاً على حياتها".

وكان "العمال الكردستاني" قد أعلن في وقت سابق انسحابه من بلدة سنجار العراقية، إثر تصاعد حدة القصف التركي على عناصره ومقراته، ما تسبّب بموجة نزوح لأهالي البلدة.

من جهته، قال قائممقام بلدة سنجار، محما خليل، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إننا "نتعامل مع الإعلان الرسمي لحزب العمال، الذي أكد فيه الانسحاب من البلدة"، مشيراً إلى أنّ "عناصر الحزب كانوا قد انسحبوا في فترة ما، ونحن طالبنا بانسحابهم، وكانت الحكومة العراقية تدعمهم في السابق".

وقال إن "الحكومة العراقية جادة حالياً بإخراجهم، وقد أرسلت قوات اتحادية من الفرقة 15 من الجيش العراقي، والحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، ما يؤكد رغبة الحكومة وجديتها ببسط سيطرتها على البلدة وإخراج عناصر الحزب منها".

وقال: "لا نريد دخول صراعات إقليمية ومشاكل نحن بغنىً عنها، فقضية حزب العمال ومشاكله مع تركيا يجب أن تحلّ خارج سنجار"، مضيفاً "نحن مع حلّ المشاكل بالطرق الديموقراطية بعيداً عن إراقة الدماء".



ويقول مسؤولون في المدينة إن عناصر "الكردستاني" موجودون في المدينة، لكن من دون أي مظاهر مسلحة.

وبحسب عضوٍ في مجلس بلدة سنجار، فإن أكبر دليل على وجودهم وتأثيرهم المتواصل في المدينة هو أن العشائر العربية المحيطة بسنجار لا تزال غير قادرة على العودة إلى منازلها.

وأضاف أن "الجيش العراقي ما يزال يجهل تفاصيل المدينة، ويحسب أن كل شخص كردي هو من أكراد العراق، ولا يميز الجنود بين اللهجات الكردية السورانية أو الكرمنجية، ولا بين لكنة أكراد تركيا وأكراد العراق، وحزب العمال استخرج هويات عراقية مزيفة يتجوّل ويتنقل بها"، مؤكداً أن جبل سنجار لا يزال يعجّ بمسلحي "الكردستاني".

وينفذ الطيران التركي عمليات قصف على مواقع وعناصر "حزب العمال الكردستاني" في شمالي العراق. وتحمل جهات سياسية في إقليم كردستان وبغداد الحكومة العراقية مسؤولية عدم حسم ملف مسلحي "الكردستاني"، مطالبةً إياها بإخراج هذه الجماعة من الأراضي العراقية.

المساهمون