وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن ولي العهد السعودي غادر البلاد بعد زيارة رسمية "لتعزيز الروابط التاريخية المشتركة بين البلدين"، فيما أرسل بن سلمان برقية لأمير البلاد اشتملت على كلمات ثناء وشكر للاستضافة.
وهناك تكهنات جارية حول النتيجة النهائية للزيارة، خصوصاً في ظل الظروف التي مرّت بها، حيث كان من المفترض أن يصل بن سلمان إلى الكويت السبت، لكنه قام بتأجيل زيارته حتى عصر الأحد، ثم قام بتأجيلها مرة أخرى حتى المساء، مما دفع بالحكومة الكويتية إلى إلغاء جداول ترتيبات الزيارة، كما قام تلفزيون الكويت بقطع بث خاص حول العلاقات السعودية – الكويتية بعد تأجيله للزيارة في المرة الثانية، قبل أن يعاد البث.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد وصل قبل ولي العهد بساعات إلى الكويت، والتقى وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، في اجتماع سريع.
ولم يناقش بن سلمان مع أمير الكويت الملفات المقرر مناقشتها، وهي الأزمة الخليجية الناتجة عن حصار قطر، وتشكيل تحالف خليجي – عربي لمواجهة إيران، وقضية الحقول النفطية المشتركة بين البلدين، واكتفى الطرفان بالجلوس على مائدة العشاء في قصر بيان وتبادل الأحاديث.
ورغم مرافقة بن سلمان لوفد سعودي رفيع المستوى، تمثل في وزير الداخلية عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، وماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وخالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وعادل الجبير وزير الخارجية، وعواد العواد وزير الإعلام، وعدد آخر من أمراء المناطق المنتمين للأسرة الحاكمة، فإن الطرفين لم يوقعا أي اتفاقية تجارية أو سياسية كما هو مقرر.
وكان يفترض للزيارة أن تنهي الخلاف الطويل بين الكويت والسعودية حول الحقول المشتركة في مدينتي الوفرة والعبدلي، حيث قامت السعودية بإيقاف التصدير منهما بشكل مفاجئ عام 2014 وبدون إعلام الجانب الكويتي، مما تسبب بخسائر فادحة للجانب الكويتي لوّح على إثره بالاتجاه إلى محكمة العدل الدولية في حال استمراره.
ويسري اعتقاد كبير بين السياسيين الكويتيين الذين شاركوا في استقبال ولي العهد بأن تأخير الزيارة لمدة يوم كامل كان مرتبطاً بمحاولات بن سلمان إملاء شروط معينة على الكويتيين فيما يخص الأزمة مع قطر، والحقول النفطية المشتركة، وأن وصول الجبير قبل بن سلمان بساعات قليلة كان لمعرفة الرد النهائي من الكويت، والذي كان الرفض.
وبدت الحكومة الكويتية حذرة في محاولة التعامل مع السياسات السعودية الخارجية الجديدة، والتي كانت حادة وصادمة مع حليف قوي وطويل مثل الكويت، حيث إن سياسة فرض الإملاءات على الدول الخليجية باتت سمة السياسة الخارجية السعودية الجديدة.
وأصيبت كافة الأطراف الكويتية والسعودية بخيبة أمل بسبب النتيجة الباهتة للزيارة، رغم محاولة بن سلمان تدارك الموقف بإرساله لبرقية يشيد فيها بـ"كرم الضيافة"، ويسترد الجانب التاريخي في العلاقات بين البلدين حينما فر مؤسس المملكة، عبد العزيز بن سعود، من الرياض وعاش في الكويت في شبابه، لكن فشل الزيارة انعكس على الصحف الكويتية التي بدت مرتبكة والتزمت خطاباً واحداً يدور مضمونه حول العلاقات التاريخية أيضاً، والرؤية المشتركة، دون التطرق لأي تفاصيل.
وقال ناشط سياسي وشيخ قبيلة كان من ضمن الوفد المدعو من الديوان الأميري لاستقبال ولي العهد بن سلمان في مطار الكويت، لـ"العربي الجديد" مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن الأجواء كانت متوترة، والمسؤولون من الجانبين السعودي والكويتي كانوا متوترين بشكل لا يوصف، خصوصاً بعد التأخير المتكرر للطائرة.