السراج يكلف قوات من مصراته والزنتان بالإشراف على إنهاء "اشتباكات طرابلس"

30 اغسطس 2018
استمرار سماع أصوات الانفجارات في طرابلس (محمود تركية/الأناضول)
+ الخط -
كلف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية في طرابلس، فايز السراج، الخميس، آمري المنطقة العسكرية الغربية والوسطى بالإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بمناطق جنوب طرابلس، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ أن مستشفاه الميداني استقبل وحده 41 قتيلا و126 جريحا جراء الاشتباكات.

وتتألف المنطقة العسكرية الغربية، التي يتراسها اللواء أسامة الجويلي، في معظمها من مقاتلي منطقة الزنتان الجبلية، بينما تتألف الوسطى، التي يترأسها اللواء محمد الحداد، بمعظمها من مقاتلي مصراته وعملية "البنيان المرصوص".

وأكد السراج في قراره، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي نشره مكتبه الإعلامي ظهر اليوم، على ضرورة عودة قوات المنطقتين إلى مقارها الأصلية في مناطق خارج طرابلس قبل يوم 30 من سبتمبر/ أيلول، بعد أن تفرض الأمن بمناطق الاشتباك جنوب شرق طرابلس وتعيد الحياة لطبيعتها.

وشدد رئيس حكومة الوفاق على استنكار حكومته للاعتداءات على المدنيين في ضواحي مدينة طرابلس، داعيا إلى أن يكون "نهج الحوار سبيلا وحيدا لاستكمال مسيرة الوفاق الوطني".

وأكد المكتب الإعلامي للسراج أن "الحكومة ترفض استخدام القوة إلا في حالات الدفاع ضد الاعتداء"، مشيرا إلى أن سلاح الجو التابع لها نفذ ضرباته، مساء الأربعاء، على "مواقع المعتدين"، وأنه لم يقصف مواقع داخل مدينة ترهونة.

وجاء بيان السراج ليشير إلى وصول الحكومة لعقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصيلين المتحاربين، على الرغم من استمرار سماع أصوات الانفجارات حتى صباح الخميس من المناطق المتوترة.

حصيلة الاشتباكات

إلى ذلك، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة بحكومة الوفاق، الخميس، أن مستشفاه الميداني استقبل وحده 41 قتيلا و126 جريحا ما بين مدني وعسكري طيلة الأيام التي شهدت فيها طرابلس اشتباكات مسلحة.

وتحدث الجهاز، في بيان له، اليوم، عن إمكانية ارتفاع الحصيلة، ولا سيما أن 75 من الجرحى إصاباتهم خطيرة، كما أن فرق الجهاز لم تتمكن من دخول بعض مناطق الاشتباك التي من المرجح أن يكون فيها قتلى وجرحى أيضا.


ولا يزال الوضع متوترا في طرابلس منذ الأحد الماضي، على خلفية مواجهات مسلحة بين اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة، جنوب شرق، وقوة ثوار طرابلس وكتائب أخرى تساندها موالية لحكومة الوفاق، بالرغم من إعلان الأخيرة استعادة سيطرتها على مواقع عسكرية فقدتها الاثنين الماضي.

وتسمع أصوات الانفجارات من أحياء جنوب شرق العاصمة حتى صباح اليوم، الخميس، بالرغم من محاولات عقد اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

ولقي التصعيد العسكري بالعاصمة موجة انتقادات واسعة. ففيما دعت البعثة الأممية إلى التهدئة، مؤكدة أنها تسعى إلى إيجاد حلول أطول أجلا لضمان أمن طرابلس، دانت سفارات فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدى ليبيا أعمال العنف في العاصمة.

وأكدت، في بيان مشترك لها مساء أمس الأربعاء، أن بلدانها "تراقب ما يحدث في العاصمة عن كثب"، وأن "أولئك الذين يقوِّضون سلام ليبيا وأمنها واستقرارها سوف يخضعون للمساءلة"، مطالبة "جميع الأطراف بالعمل معا لممارسة ضبط النفس واستعادة الهدوء والانخراط في الحوار السلمي".​