تهديد المليشيات للسفير السعودي يحرج العبادي: عاجز عن مواجهتها

تهديد المليشيات للسفير السعودي يحرج العبادي: عاجز عن مواجهتها

24 اغسطس 2016
المليشيات تضع العبادي بموقف محرج (كارستن كوال/ Getty)
+ الخط -
التزم رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي جانب الصمت إزاء تصريحات المليشيات التي هدّدت باغتيال السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، الأمر الذي زاد من حدّة الشكوك حول قدرته على لجم تلك المليشيات أو التصدي لها أو منعها من إطلاق تصريحات كهذه.


ويراقب الشارع العراقي ما ستؤول إليه الأمور إزاء هذا الموقف السياسي، الذي يأتي في وقت يسعى فيه العراق إلى تحسين علاقاته مع محيطه العربي، وخاصّة المملكة العربيّة السعودية، الأمر الذي يتطلّب، وفق مراقبين، موقفا قويّا من سلطة الدولة إزاء تلك الجماعات الخارجة عن القانون والتي تسعى لقطع تلك العلاقات والتأثير عليها، وحصر علاقات البلاد مع إيران دون غيرها.


وفي السياق، قال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تصريحات المليشيات والتي هدّدت باغتيال السفير السعودي في بغداد، أحرجت العبادي بشكل كبير"، مبينا أنّ "العبادي يسعى إلى عدم إطلاق هكذا تصريحات لأنّه يريد توطيد العلاقة مع المحيط العربي".

وأضاف أنّ "العبادي تحدّث مع عدد من قادة التحالف الوطني مطالبا بضرورة وقف التصريحات التي تصدر من المليشيات، والتي تسيء إلى العلاقات العراقيّة – العربيّة"، مبينا أنّه "لا يستطيع أن يتخذ أي تحرّك إزاء تلك المليشيات".

وأشار إلى أنّ "هناك جهات من داخل التحالف الوطني تحرّك تلك المليشيات، محاولة إيقاع العبادي بينها (المليشات) وبين دول المنطقة، الأمر الذي يجعل من العبادي عاجزا عن اتخاذ أي قرار؛ فلا يستطيع أن يلجم المليشيات ولا يستطيع أن يقطع علاقاته العربيّة، وخاصة مع السعودية"، مؤكّدا أنّه "قرر التزام جانب الصمت لكي لا يُحرَج من أي جانب".

وكان زعيم مليشيا "أبو الفضل العباس"، أوس الخفاجي، قال أمس الثلاثاء، إن اغتيال السفير السعودي في بغداد "شرف"، مضيفاً "لنا ثأر معه ولا نريد وجوده في بغداد".

ونشرت وسائل إعلام، في وقت سابق، معلومات تشير إلى وجود مخططات تديرها إيران، وتهدف إلى اغتيال السفير السعودي في بغداد، مبيّنة أن طهران أوكلت مهمة تنفيذ مخططاتها إلى مليشيا "كتائب خراسان"، المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، ومليشيا "أبو الفضل العباس" المرتبطة بـ"الحشد الشعبي".

وباتت المليشيات العراقيّة المرتبطة بإيران تتمتع اليوم بقوة تفوق قوة الدولة خصوصا بعد أن فسح العبادي المجال لـ"الحشد الشعبي" باختراق كافة مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الدفاع، ما منحها قدرة كبيرة وتسليحا كبيرا من الوزارة، فضلا عن السلاح الذي تحصل عليه من إيران.

كما تتمتع تلك المليشيات بقوة سياسيّة وتأثير كبير على القرار السياسي، إذ إنّ قادتها المنتمين إلى التحالف الوطني الحاكم في البلاد يسيطرون على مراكز القرار ويحظَون بدعم المرجعية الدينية في النجف المتمثّلة بالمرجع علي السيستاني، ما زاد من تأثيرها على مجريات العمليّة السياسيّة في البلاد.

المساهمون