الجزائر تصف هجوم حفتر على طرابلس بـ"العدوان العسكري"

02 يناير 2020
الجزائر تندّد بعدوان حفتر (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

نشرت وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر تقريراً عن الوضع في ليبيا تضمن إشارات سياسية مهمة في علاقة بالموقف الجزائري الرافض للهجوم الذي تشنه قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس، والإقرار بشرعية حكومة الوفاق الوطني بقيادة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.


ووصف التقرير هجوم حفتر بـ"العدوان العسكري"، محملاً إياه مسؤولية ما يجري، وذكر أن "تعثر مسار التسوية في ليبيا سنة 2019 بفعل العدوان العسكري الذي تشنه المجموعات المسلحة بقيادة الضابط المتقاعد خليفة حفتر منذ شهر إبريل/ نيسان على العاصمة طرابلس مما وجه ضربة موجعة لكل المساعي الوطنية والدولية لإخراج البلاد من الأزمة التي تعصف بها منذ 2011".
وتأتي أهمية التقرير بتذكير الرئاسة الجزائرية قبل أقل من أسبوع بأن الوكالة الرسمية هي القناة الإعلامية الوحيدة التي تنقل وتعبر عن المواقف والبيانات الرسمية للجزائر.
وأكد التقرير شرعية حكومة الوفاق التي تعترف بها الجزائر وتتعامل معها على هذا الأساس. وأكد أنه "بعد التقدم الإيجابي المحرز في الملف الليبي في سنتي 2017 و2018، جاء الهجوم العسكري على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، برئاسة فايز السراج، ليفشل كل خيار سياسي سلمي انخرطت فيه الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة وبدعم من دول الجوار". كذلك حمل التقرير الجزائري الهجوم الذي شنه حفتر مسؤولية تأجيل المؤتمر الوطني الجامع الذي كان مقرراً عقده في 15 إبريل/ نيسان الماضي في غدامس قرب الحدود الليبية الجزائرية، والذي كان سيطرح مبادرة سياسية لتعديل الاتفاق السياسي الليبي الموقع في 2015 وإعادة توزيع السلطات بين الطرفين، لا سيما في طرابلس تحت قيادة حكومة الوفاق وبرلمان طبرق (شرق البلاد) في إطار توحيد مؤسسات الدولة.
وكان مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية قد دافع أمس خلال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين عن حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الحكومة المعترف بها دولياً، واعترض على مقترح طرد ممثلها في الجامعة، بزعم قلق عربي من الاتفاق الأمني الموقع بين ليبيا وتركيا.
واعتبر التقرير الجزائري أن أجندات دولية وراء تدهور الوضع، مؤكداً أن "المتتبع للأوضاع في ليبيا يدرك أن الحرب قائمة بتأثير أجندات إقليمية ودولية تحوم كلها حول نهب الخيرات الطبيعية للبلد، على رأسها النفط والغاز والمعادن المنجمية (اليورانيوم)، إذ تسعى كل واحدة منها لحشد الدعم الدولي لنظرتها في إدارة الصراع، وتسعى لإيجاد موطئ قدم لها على أرض ليبيا الغد".


وجدّد التقرير التذكير بموقف الجزائر "التي رافعت منذ البداية من أجل عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية وأنه لا حل عسكرياً للأزمة ولا بد من إيجاد حل ليبي ليبي"، ورفض التدخل العسكري الأجنبي، والاعتراض على الحل العسكري الذي ينفذه حفتر ضد العاصمة طرابلس.

المساهمون